العدد 19 - اقليمي
 

السّجل – خاص

شابت القمم العربية الكثير من الخلافات والملاسنات بين رؤساء الوفود المشاركة، وصل بعضها حد التراشق بالمسبات وأطباق الطعام.

وسائل الإعلام والمدونات ومواقع إلكترونية مثل youtube.com ما تزال تعرض مثل هذه المشادات. من أشهرها المشادة في قمة شرم الشيخ 2003 بين العاهل السعودي الملك عبدالله (ولي عهد السعودية آنذاك) والرئيس الليبي معمر القذافي. وهذا هو نص الكلام.

* العقيد القذافي : "أنا اتصلت بالليل بأخي الملك حامي الحرمين.. خادم الحرمين، وقلت أنا المعلومات اللي عندي إن القوات الأميركية تتدفق على السعودية.... كيف؟ قال لي والله أميركا دولة كبرى وإذا كان تدخل مين يقدر يمنعها، قلت له كيف تدخل في أرض دولة مستقلة. بعد تلاقيت أنا وإياه قال لي الشي اللي ماعرفناش نقول لك في الهاتف، إن العراق بعد الكويت عنده نوايا باجتياح السعودية.

كيف؟ قال لي استطلعنا وشفنا وقال لي حتى مئات الدبابات كانت منتشرة على الجبهة بتزحف على السعودية. الأمر اللي أدى إنه السعودية فعلاً للدفاع عن نفسها بتتحالف حتى مع الشيطان. في ذلك الوقت راحت جابت القوات الأميركية.

أصبح الخطر العراقي في ظل الوضع العراقي الموجود الآن فعلاً يعني مصدر قلق أو حتى تهديد لإخواننا في الكويت وفي السعودية وفي كل الخليج.. وأميركا متعهدة بحماية هاي المنطقة. لأنها مصدر هام جداً للطاقة...... إذن.. آه إذا فيه تصحيح. تفضل قل أخي عبد الله".

كلام القذافي استفز الأمير عبد الله بن عبد العزيز فقاطعه بحدّة:

"فخامة الرئيس.. كلامك مردود عليه. المملكة العربية السعودية واجهة. المملكة العربية السعودية مسلمة. المملكة العربية السعودية ليست عميلة للاستعمار مثلك ومثل غيرك. مين جابك في الحكم أنت.. مين جابك، قل صحيح مين جابك؟ لكن لا تتكلم.. ولا تتورط بأشياء مالك فيها لا حظ ولا نصيب، والكذب هو أمامك، والقبر هو قدامك".

وهنا قطع التلفزيون المصري بث وقائع الجلسة التي كانت تبث على الهواء، وكانت بعض المصادر قد تابعت من داخل قاعة المؤتمر ما لم تبثه وسائل الإعلام. القذافي، توجه بالحديث للرئيس المصري حسني مبارك قائلاً: "مالو الأمير، رُد عليه يا حسني (مبارك)، المشكلة عربية ـ عربية ولا يجب أن نتجاهل ذلك".

في هذه الأثناء وجه الأمير عبد الله حديثه أيضاً للرئيس مبارك قائلاً : "هل نسي القذافي الدور الذي لعبته المملكة في إخراجه من قضية لوكربي، والجهود التي بذلناها لرفع حصار دام عشر سنوات على ليبيا، هو عارف وش سوينا معاه ولا ينسى". وحينما نهض الأمير عبد الله من مقعده متجها إلى خارج القاعة صحبه نائب رئيس الوزراء الكويتي وقال له: إذا كنت ستنسحب فنحن معك، وتدخل الرئيس المصري والسوري واللبناني لإثنائه عن الانسحاب من اجتماع القمة.

وظل القذافي جالساً وعلى وجهه ابتسامة خفيفة، وحاول العاهل المغربي ورئيس وفد العراق عزة إبراهيم إقناعه بالاعتذار للأمير عبدالله بشكل شخصي في قاعة جانبية، فرفض القذافي قائلاً بصوت جهوري : أنتم تهينوني، انا ثوري"، فرد عليه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قائلاً : "بالله عليك يا معمر احنا جايين نجتمع مش نختلف، مش عايزين ننشر غسيلنا الوسخ على الملأ". فرد القذافي: "لو لم يطلب العرب من الأميركيين المجيء الى المنطقة، لما أتوا. طلبوهم لحمايتهم. أميركا تهدد العراق وتسعى لتدمير العرب". وغادر القذافي القاعة أيضاً قائلاً للرئيس اليمني: "كان لي عرض تاريخي، أنا لا أريد المشاركة في القمة، طلبتم مني ذلك فجئت، لكن هذه آخر مرة أشارك في قمة".

وهنا تدخل مبارك والرئيسان السوري واللبناني وأقنعوا الأمير عبد الله والقذافي بالعدول عن قرار ترك قاعة القمة. ثم اقترح الرئيس مبارك التصويت على البيان الختامي للقمة، وتمت الموافقة بالإجماع لتنتهي القمة عند هذا الحد.

* من المشادات الكلامية الأخرى ما حدث في قمة المؤتمر الإسلامي في الدوحة، التي جاءت بعد أيام من قمة شرم الشيخ العربية عام 1990، بين رئيس الوفد العراقي عزة إبراهيم الدوري وعضو الوفد الكويتي الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، وزير الخارجية آنذاك.

وهذا نص الملاسنة:

الدوري في إشارة إلى الكويت: «.. ويهدد أمن العراق بالصميم ويدعو إلى الحشود الأميركية أن تتركز في أرضه»

(عندها قام الصباح من مقعده وصرخ في وجه الدوري)

رد الدوري:

«اخرس يا صغير يا عميل. اخرس يا قرد. اخرس إنت أمام العراق. يلعن أبو شاربك. إنت أمام العراق. هذا الخائن»

ثم طلب رئيس الجلسة الهدوء.

مناوشات قادة عرب على الهواء مباشرة
 
27-Mar-2008
 
العدد 19