العدد 3 - اعلامي
 

«الصحفيين الأردنيين» تحقّّق مع صحف خرجت عن أصول المهنة

حطّت على مكاتب نقابة الصحفيين شكاوى بحق صحيفتين أسبوعيتين قيل إنهما خالفتا أصول المهنة والتغطية الصحفية المحايدة أثناء الانتخابات النيابية التي أجريت الثلاثاء الماضي. وزار مقر النقابة خلال اليومين الماضيين بعض الشاكين من خروج صحف عن «مدونة السلوك» الصادرة عن النقابة والمجلس الأعلى للإعلام. نقيب الصحفيين الزميل طارق المومني أكد أن النقابة ستحقق مع الصحف المخالفة وتطلب منها تفسيرات عن التجاوزات. كذلك انتقد المومني انحياز بعض الصحف في تغطية العملية الانتخابية، مؤكدا وجوب «الحيدة». وكانت النقابة والمجلس استبقا الانتخابات بـإصدار «مدونة سلوك» ترسم أخلاقيات ومبادئ تغطية الانتخابات بما في ذلك الحياد والتوازن. وحذّر الطرفان من وقوع صحفيين وصحف في مطب «التحيز والمحاباة».

الإعلام تحت مجهر منظمات المجتمع المدني

أظهرت نتائج التقرير الأولي حول تغطية وسائل الإعلام: المقروءة والمرئية والمسموعة للانتخابات النيابية ابتداء من الدعاية الانتخابية بتاريخ 10-24 ولغاية 13من الشهرالجاري وجود تجاوزات كبيرة وأخطاء فادحة رافقت التغطية الاعلامية خلال العملية الانتخابية. وتميزت صحيفتا “العرب اليوم” و “الدستور” دون سواهما وفق التقرير، الذي أعده ثلاث من منظمات المجتمع المدني بإفراد مساحات واسعة لتغطية عملية الانتخابات مقارنة بالصحف الإخرى، كما لوحظ ارتفاع نسبة الحيادية بتغطيتهما الاعلامية للانتخابات. وتناول التقرير الفترة الزمنية المذكورة 18 وسيلة اعلانية ذات ملكية مشتركة مع الدولة وذات ملكية للقطاع الخاص لتغطية العملية الانتخابية حيث تم رصد الصحف اليومية الخمس: “الرأي والدستور والعرب اليوم والغد والأنباط” وأربع صحف اسبوعية هي: “شيحان والشاهد والحدث والحقيقة الدولية”. وقناتي تلفزيون هما: “الأرضية الأردنية وقناة وطن الفضائية” وأربع محطات إذاعية هي “إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية الرسمية، وإذاعة وطن، وإذاعة فن FM وإذاعة صوت المدينة”، وثلاثة مواقع إلكترنية خاصة هي: “موقع وكالة عمون الإلكتروني، وكالة بترا، وعمان نت”. ولنسج هذا التقرير، شرع التحالف الثلاثي بإسناد من المؤسسة الدولية لدعم الاعلام في الدنمارك (ims) برصد كل ما يتعلق بالانتخابات في الصحف اليومية والأسبوعية ووسائل الإعلام المرئي والمسموع ووكالة الأنباء الأردنية ومواقع إلكترونية. يضم التحالف الهيئة الأردنية للثقافة الديمقراطية، مركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان وبرنامج الشراكة من أجل التغيير. لهذه الغاية تلقى 25 مراقباً دروساً على يد خبراء عرب ودوليين على تقنيات الرصد الإعلامي والمعايير الدولية للرصد. سيتضمن التقرير، وفق القائمين عليه، إحصاءات تحدد نسبة الحياد والنزاهة من حيث الكم والنوع لكل فرع من وسائل الإعلام كل على حده. وسيصدر التقرير النهائي بعد أسبوعين من انتهاء العملية الانتخابية حيث سيتوج بالإعلان عن الوسيلة الإعلامية الأكثر حيادية في عملية التغطية.

تسهيلات أو تكبيل

استبقت الأمانة العامة لمجلس النواب التئام البرلمان الخامس عشر بترتيب أوضاع الصحفيين المكلفين بتغطية أخبار وأعمال المجلس، من خلال تخصيص مكان لهم وتزويده بالاحتياجات الضرورية للمهنة. ويتخوف صحفيون من احتمال أن يفضي الترتيب الجديد لتكبيل تحركاتهم في ردهات مجلس النواب ويبقيهم أسرى ذلك المكتب الذي وضع لهم.

«إذاعة لندن» تهجر «بوش هاوس»

انتقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) العربية من معلم «بوش هاوس» إلى مبنى آخر هو «إيجتون هاوس» في أوكسفورد ستريت بوسط لندن وذلك، بعد نحو 70 عاما قضتها بين جنبات مبنى بوش هاوس العريق. جاء الرحيل في سياق انتقال البث العربي الى ثلاثي المحاور بعد اعتزام ادارة الهيئة ادخال البث التلفزيوني العربي أواخر العام الحالي اضافة الى البث الإذاعي والموقع الالكتروني. والبي بي سي العالمية لم تبدأ بثها الاذاعي من “بوش هاوس” وإنما من “بورتلاند بالاس” عام 1938 وبعد تعرض هذا الأخير لقصف المقاتلات الألمانية عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية انتقلت خدمة بي بي سي العالمية إلى “بوش هاوس”. يقع “البوش هاوس” في نهاية شارع “كينجس واي” بمنطقة “أولدويتش” وقد بنته شركة تجارية أميركية على النمط الأميركي في أوائل العشرينيات من القرن الماضي ليكون مركزا تجاريا وتم افتتاحه في عيد الاستقلال الأميركي في 4 تموز/ يوليو عام 1925. وفي عشرينيات القرن الماضي كان “بوش هاوس” أغلى بناء في العالم اذ تكلف بناؤه 10 ملايين دولار، وإزاء الكساد الاقتصادي العالمي في ذلك الوقت تم إلغاء فكرة المركز التجاري وتحويله إلى مكاتب إدارية. ويستقبل الزائر فوق مدخل هذا البناء الرخامي الفخم تمثالان كبيران يرمزان للصداقة البريطانية الأميركية ويحملان شعلة ودرعين عليهما الأسد البريطاني والنسر الأميركي وهما يقفان فوق نموذج لمذبح قديم تحته عبارة من أجل الصداقة بين الشعوب الناطقة بالانجليزية. وكان التمثال “الأميركي” قد فقد ذراعه الأيسر في قصف ألماني للندن عام 1944 ولكن تم تركيب ذراع جديدة له عام 1977. ومن بوش هاوس ألقى الجنرال شارل ديجول العديد من خطبه خلال الحرب العالمية الثانية. بي بي سي العالمية لم تمتلك أبدا البوش هاوس وإنما كانت مجرد مستأجر له شأنها في ذلك شأن مصلحة الضرائب البريطانية الانلاند ريفنيو وقد كان بوش هاوس ملكا لكنيسة ويلز وشركة البريد والآن هو ملك لشركة يابانية. من ذكريات البوش هاوس أيضا أنه افتتحت به في أوائل عشرينيات القرن الماضي كافيتريا في القبو كانت أول كافيتريا في بريطانيا وأوروبا تقوم على أساس خدمة الزبون لنفسه. فكان لزاما في ذلك الوقت تعليم الزبون كيف يأخذ الصينية والطعام ويدفع ثمن وجبته. كان “البوش هاوس” زاخرا بصور ولوحات معلقة على الجدران تحكي قصته كمبنى وصور الزعماء الذين زاروه وهناك صورة للجنرال ديجول الذي جاء إلى المبنى وألقى بعض خطبه منه اثناء الحرب العالمية الثانية.

على الرصيف
 
22-Nov-2007
 
العدد 3