العدد 18 - اعلامي | ||||||||||||||
السجل- خاص يسود الجسم الصحفي شعور بخيبة أمل مقابل توقعات سابقة بإجراء انتخابات نقابة الصحفيين، وفق القوائم الانتخابية والبرامجية والتكتلات. إذ راهن صحفيون كثر على أن الانتخابات المقررة في نهاية نيسان/أبريل ستفرز تجمعا نقابيا يقدم للهيئة العامة برامج وأفكاراً ورؤى نقابية، تمكّن الهيئة العامة من محاسبة المرشحين (نقيبا وأعضاء) ومعرفة بمواطن الإنجاز والخلل. هذا الرهان لم يجد دفعا قويا لدى الهيئة العامة لنقابة يفترض أن تساهم في صنع الرأي العام وتوجيهه. عليه فمن المقدر أن تسير انتخابات نيسان المقبل على غرار سابقاتها، باستثناء حضور المرشحين فقط ببرامج وآليات عمل، فضلا عن استمرار "التأثيرات الجانبية" التي يصفها صحفيون بأنها "تلعب دوراً حاسماً في تحديد هوية النقيب المقبل وبعض أعضاء مجلس النقابة". ستة زملاء ترشحوا لموقع النقيب هم: رئيس تحرير "الرأي" عبد الوهاب زغيلات، ورئيس مجلس إدارة "الدستور" سيف الشريف، الكاتب الصحفي في "الغد" ومقدم برنامج "وجها لوجه" في التلفزيون الاردني سميح المعايطة، المدير العام السابق لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" عمر عبندة، عضو مجلس النقابة السابق والصحفي في "الرأي" إياد الوقفي، ورئيس تحرير اسبوعية "الميثاق" جمال شواهين. ترشيح زغيلات فاجأ كثيرين وبات الوسط الصحفي يتحدث عن صفقات قادت زغيلات إلى الترشح بعد الشريف والمعايطة. كالعادة، خطب المرشحون ود "مفاتيح" انتخابية لتأمين دعمهم وتأييدهم. وتوقع زملاء مثل وليد حسني انسحابات مرتقبة "نتيجة صفقات تحت الطاولة أو ضغوط من مراكز قوى خارجية". النقيب الحالي طارق المومني، وفق مقربين منه، يميل إلى دعم ترشيح سيف الشريف لموقع النقيب. المقربون من المومني يستذكرون أن الشريف أعلن في الدورتين السابقتين وقوفه إلى جانبه، بخلاف زغيلات ومقربين منه. زغيلات يحظى بدعم مدير عام وكالة الإنباء الأردنية (بترا) رمضان الرواشدة الذي سبق له أن عمل في "الرأي" سنوات طوال. الرواشدة استقبل زغيلات أخيرا في مبنى الوكالة ورتب له لقاء مع أكبر عدد من صحفيي الوكالة، بينما اقتصرت لقاءات الشريف والمعايطة على لقاء الرواشدة وعدد محدود من العاملين ببترا، ما فسره البعض اصطفافا إلى جانب زغيلات. الشريف يحظى بدعم الزميلين العتيقين عرفات حجازي وعبد السلام الطراونة اللذين أعلنا وقوفهما إلى جانبه، كما يقول مقربون من الشريف إن الزميل سليمان القضاة النقيب الأسبق لدورتين ورئيس تحرير الرأي سابقا يدعمه وإن بشكل غير معلن. المعايطة يحظى بدعم متفاوت في الصحف اليومية الأربع، التلفزيون الأردني وبترا، وهو تلقى اتصالات مؤيدة من "الرأي" و"الدستور" على وجه التحديد، كما تقول أوساطه. مجموعة من أعضاء الهيئة العامة في الصحف اليومية تدفع نحو تشكيل تيار يضم بين 80 و 90 ناخبا لخلق قوة ضغط من أجل دعم مرشحين معينين. المجموعة تطرح رؤى وأفكارا نقابية ذات صلة بالقوانين الناظمة للعمل الصحفي وتعديلها بما يكفل استقلالية المؤسسات الصحفية وعدم رضوخ الصحف ووسائل الأعلام لضغوط خارجية تساهم في وضع قيود رقابية عليها. أربعة مرشحين من أصل ستة قدموا برامج انتخابية مكتوبة، دون الحديث عن تركيبة مجلس النقابة أو تبني مرشح على حساب آخر. ذهبت برامج المرشحين باتجاه تحسين أوضاع الصحفيين المعيشية، وعرجت على قوانين ذات علاقة بالإعلام؛ مثل المطبوعات والنشر- من خلال الوعد بالعمل على تحسينه بما يكفل عدم حبس الصحفي أو توقيفه. زغيلات التقى الزملاء في الرأي والجوردان تايمز وقدم وعودا عديدة منها: تمكين الصحفيين الذين لم يحصلوا على قطعة أرض في إسكان شرقي الزرقاء بالحصول على ذلك ضمن منطقة عمان الكبرى، والعمل على دفع المؤسسات الصحفية للالتزام بحد أدنى لرواتب الصحفين بمقدار 500 دينار. رئيس تحرير الرأي شبه الحكومية (مساهمة مؤسسة الضمان الاجتماعي فيها 63% ) بعث خلال جولاته أكثر من رسالة إلى عدة عناوين، فقال: "لن أرضى بقاء نقابة الصحفيين طالبا مستمعا في مدرسة النقابات المهنية". الرسالة قرئت بعدة أوجه. فرآها البعض تحضيرا لمعركة طرفها الرئيسي نقابة الصحفيين ضد النقابات المهنية الأخرى الممثلة في ما يعرف بمجلس النقباء، ومن بينهم الصحفيون. آخرون رأوا أن زغيلات تعمد الغمز من قناة النقيب الحالي ومجلس النقابة والقول إن الوضع الحالي لم يكن متكافئا، في محاولة لتحشيد أكبر قدر ممكن من تأييد زعماء يرون أن النقابات المهنية الكبرى (المهندسين والمحامين والأطباء والصيادلة والزارعيين وأطباء الأسنان) تتسلط على النقابات الأخرى (الصحفيين والجيولوجيين والممرضين والفنانين ورابطة الكتاب). مراسل صحيفة "القدس العربي" في عمان الزميل بسام بدارين ألمح في تصريحات صحفية إلى تدخلات خارجية من قبل دوائر رسمية في الترشيحات لموقع النقيب.وكانت ملاسنات وقعت بين بدارين والمرشح سيف الشريف على خلفية برنامج الشريف الانتخابي وذلك خلال إحدى السهرات الانتخابية. كما سبق للصحفي جمال العلوي أن اتهم علنا المخابرات العامة بالعمل على إفشاله إبان ترشحه لموقع النقيب في دورات سابقة. طروحات المرشحين المعايطة والشريف لا تختلف في مجملها عما ذهب إليه زغيلات، باستثناء العزوف عن الخوض في موضوع النقابات المهنية. وتتركز طروحات الزميلين على الهم المعيشي وتوفير حياة كريمة للصحفي. المعايطة التقى بزملائه في يومية "الغد" بعد "العرب اليوم" التي عمل فيها سابقا مدير تحرير المحليات لأكثر من سبع سنوات. كما التقى زملاء في (بترا) وتحدث معهم في آليات تطوير العمل الصحفي من خلال رفع السوية المهنية وعقد دورات تدريب تقنية ومهنية للصحفيين كما تحدث عن تعديل قانون النقابة بما يسمح بانضمام صحفيين من خارجها. الوقفي المحرر في "الرأي"، جال على المؤسسات الصحفية مؤكدا أن إعلان رئيس تحريره عن ترشحه لا يعني انسحابه من المنافسة. المرشحان عبنده والشواهين يقومان باتصالات فردية ومتعددة مع أعضاء الهيئة العامة معتمدين على ما يعرف بالمفاتيح الانتخابية، والعلاقات الشخصية. الشواهين الذي عمل في "الدستور" و"العرب اليوم" ويرأس حاليا رئاسة تحرير أسبوعية "الميثاق" يراهن على علاقاته بأعضاء الهيئة العامة وإمكانية تحشيد طاقات شبابية حوله، مقدما نفسه كما يقول "نقيبا من الجسم الصحفي". اما عبندة فيعتمد على سنوات عمله في وكالة الأنباء الاردنية وقبلها يومية "الرأي". صحفيون يرون أن المرشحين يراهنون على أن تجرى انتخابات نقابتهم هذه المرة دون "تدخل فوقي"، ولذا فان غالبيتهم يحرص على إمساك العصا من الوسط وترك مساحة للتراجع إن لمسوا تغيرا في اتجاه الريح، أو للتقدم إن شعروا بأن أوان اغتنام الرياح قد حان. **
|
|
|||||||||||||