العدد 18 - حريات | ||||||||||||||
يوم السبت 15 آذار/ مارس الحالي، كان يُفترض أن يكون سلطان العجلوني، «عميد الأسرى الأردنيين» السابق في السجون الإسرائيلية، الذي يقضي حالياً بقّية محكوميته في سجن قفقفا، حاضراً في حفل توقيع كتابه "عوائق في وجه النهضة"، الذي صدرت طبعته الثالثة في عمّان قبل أسابيع بعد أن كانت الطبعتان الأولى والثانية صدرتا في الضفة الغربية، في أثناء وجود "سلطان" في السجون الإسرائيلية، بفضل جهود عدة منظمات ومؤسسات فلسطينية، منها "جمعية نفحة لرعاية الأسرى"، حسبما قال د.صالح العجلوني، شقيق سلطان، ورئيس لجنة الدفاع عن المعتقلين الأردنيين في السجون الإسرائيلية. لكن "سلطان" غاب عن الحفل، لأن الموافقة التي انتظرها للخروج مؤقتاً إلى مقر رابطة الكتاب الأردنيين، حيث أقيم حفل التوقيع، لم تصدر من الجهات المعنية. وكان سلطان قال لنا في اتصال هاتفي من سجنه، إنه قد يحضر الحفل، فيما قال شقيقه صالح إن سلطان أبلغه مساء يوم الجمعة أن الموافقة صدرت على حضوره، غير أنه اكتشف عكس ذلك حين ذهب إلى بوابة السجن لإحضار شقيقه. حفل التوقيع جرى بحسب ما كان مخططاً له، وكأن مؤلف الكتاب حاضر بين الحاضرين. تحدث في الحفل النائب الإخواني حمزة منصور، منتقداً الشعارات التي تصدر في العالم العربي، ومفادها "أنا أولاً" بحسب تعبيره، ثم تحدث الدكتور أحمد نوفل الذي قدّم لكتاب سلطان العجلوني، مشيداً بما سماه "تجاوز القطرية" في تفكير سلطان، تلاه المناضل بهجت أبو غربية، الذي اعتبر أن إكمال المعتقلين الأردنيين الأربعة مدة محكوميتهم في إسرائيل، ستكون أفضل من إكمالهم إياها في سجوننا. بعد ذلك، قرأ صالح العجلوني رسالة شقيقه سلطان إلى الحفل، التي قال إن سلطان أملاها عليه احتياطاً. وجاء في الرسالة أن شخصيات عامة كثيرة رفضت رعاية حفل التوقيع، وأن جهات ومؤسسات كثيرة أيضاً رفضت استضافة هذا الحفل، ما دفع سلطان لاستنتاج أنه "بعبع" أو "وباء" بالنسبة للبعض، يخافون الاقتراب منه، حتى لا يؤثر ذلك على "حصولهم على مناصب ومواقع يحلمون بها". وكشف سلطان في رسالته أنه لم يكن لينجح في تأليف كتابه، لولا أنه كان يعمد في أثناء فترة سجنه في إسرائيل، إلى كتابة عدة نسخ من كل ورقة من أوراق الكتاب، وإخفائها في مواقع مختلفة داخل المعتقل، للحيلولة دون نجاح عمليات التفتيش المفاجئة التي كانت تنفذها إدارة المعتقل، في مصادرة الكتاب، كونها كانت تُصادر كل ورقة تجدها لدى المعتقلين. أكرم سلامة، مدير مطبعة الروزنا التي تولت طباعة الكتاب في عمّان، أوضح لـ"ے" أن الصعوبات الأساسية التي واجهت عملية الطباعة تمثلت في عدم تمكّن المؤلف من تدقيق كتابه، بسبب ظروف السجن، إذ كان التواصل معه يتم من خلال شقيقه صالح، فظهرت الطبعة إلى العلن من دون أن يتابعها المؤلف ويبدي ملاحظاته عليها كما جرت العادة، فتسبب ذلك ببعض الأخطاء الطباعية والإخراجية. يُشار إلى أن الكتاب يقع في 110 صفحات من القطع المتوسط، ويتكون من ثلاثة فصول، تتناول ما يعتبرها المؤلف عوائق في وجه النهضة العربية، وهي: فصل يبحث الأمثال الشعبية، التي يرى المؤلف في كثير منها ما يثبط عزيمة التغيير، ويدفع إلى السلبية. ثم فصل يتناول بعض الأفكار السائدة، مثل فكرة "المهدي المنتظر"، حيث يعتقد المؤلف أن "المهدي" رجل يقود نهضة متكاملة، لا مجرد شخص تتحقق على يديه الكرامات والمعجزات. أما الفصل الأخير فينتقد تغييب المرأة العربية عن دورها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي والفكري، ويُلقي جزءاً من اللوم في ذلك على المرأة نفسها، وعلى الحركات النسوية، لأنها بنظره لا تراعي واقع مجتمعاتها، بخاصة من حيث القيم المترسخة فيها. |
|
|||||||||||||