العدد 18 - علوم وتكنولوجيا
 

علا الفرواتي

منذ سنوات، كان الوصول إلى أي مواد إباحية أمرا بعيد المنال، خصوصا على المراهقين الذين كانوا يبحثون عن مثل هذه المواد في أشرطة الفيديو والمجلات المصورة.

لكن دخول الإنترنت إلى ملايين البيوت حول العالم وآلاف البيوت في الأردن أحدث انقلابا في هذا المجال وجعل من السهل العثور على مواد اباحية عبر الشبكة العنكبوتية. إذ تشير الأرقام إلى أن عدد الصفحات "الإباحية" على الانترنت بلغ العام الماضي نحو 40 مليون صفحة، أي أن واحدا من كل ثمانية مواقع على الانترنت إباحي. وتؤكد دراسة أعدتها المؤسسة الأميركية المستقلة The Third way Culture Project أن أكثر الفئات العمرية دخولا لهذه المواقع هم أطفال تراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما.

ووجدت الدراسة أن الحادية عشرة هي متوسط سن الدخول لأول مرة إلى المواقع الإباحية.

سعد، أب لأربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والرابعة عشرة يستخدمون الانترنت "بكثافة"، فقرر تركيب برنامج دفاعي firewall لمنع أطفاله من ولوج هذه المواقع. فهو مثل غيره من أولياء الأمور يشعر بالقلق من المحتوى الهائل للمواد الجنسية التي يحتويها الانترنت، ويقر بأن تركيب firewall لا يقدم "حماية كاملة من هذه المواقع، ولكنه يقدم له ولزوجته اطمئنانا جزئيا."

وما يزيد الأمر صعوبة أمام الآباء أن الأردن الذي تصل نسبة الاتصال بالانترنت فيه إلى 16 في المئة من عدد السكان، يفتقر إلى دراسات خاصة في هذا الشأن.

في الولايات المتحدة، أظهرت دراسة أعدتها جامعة نيوهامبشير أن 42 في المئة من الأطفال بين 10-17 عاما اطلعوا على محتوى إباحي على الانترنت مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي. المثير أن 21 في المئة من الأطفال دخلوا هذه المواقع دون قصد، حيث تستخدم بعض هذه المواقع شخصيات كرتونية يؤدي النقر عليها إلى الدخول إلى محتويات إباحية. وقد وجدت الدراسة التي أجريت على عينة من 1422 طفلا أن احتمال دخول الذكور إلى المواقع الجنسية يفوق الإناث بتسعة أضعاف، وهي نسبة ترتفع كلما اقترب الأولاد من نهاية مرحلة المراهقة.

مستشار الطب النفسي د. محمد الحباشنة يقول إن التعرض إلى مواد إباحية أخطر في المرحلة العمرية المنتهية عند سن 14 عاما وهو السن الذي يكوّن فيه الطفل هويته الجنسية.

ويضيف :"اضطراب الهوية في هذه المرحلة سهل لأن الطفل لا يكون واعيا لهويته الجنسية، ويكون من السهل التعرض إلى اضطراب الهوية والتحول إلى الشذوذ الجنسي أو التحرش بالأطفال pedophilia، خصوصا وأن التجربة الجنسية الأولى تكون الأقوى في تحديد ميول الأشخاص وهويتهم الجنسية."

ويشير الحباشنة إلى أهمية تثقيف أولياء الأمور لأبنائهم جنسيا في هذه المرحلة وفتح قنوات الحوار لأن المراقبة مستحيلة في جميع الأوقات.

إلى ذلك، يؤكد خبير الحماية على الانترنت مجدي منعم أن هناك نوعين من الحماية يمكن تطبيقها على الانترنت. بالنسبة للاتصال عن طريق dial-up، ينصح منعم باستخدام خطوط تتمتع بفلترة جاهزة و توفر دخولا "آمنا ونظيفا" إلى شبكة الإنترنت. أما مستخدمو خطوط ADSL ، فيجب استخدام تلك التي يصاحبها برنامج firewall خاص بالحماية من المواقع الإباحية.

يضيف منعم أن استخدام البرامج الخاصة بالفلترة والتي تعتمد على إدخال كلمات لا يستطيع المستخدم معها الدخول إلى مواقع يساعد أيضا، ولكنه يحذر من أن هذه البرامج لا يمكنها منع جميع المواقع، خاصة إذا كان المستخدم ضليعا في التعامل مع الانترنت.

ويضيف منعم أن من الواجب تحديد "سلطات" استخدام الكمبيوتر للأطفال وصنع حساب مستخدم user account بسلطات محددة.

وقال:"يجب أيضا عدم إغفال أهمية مراقبة تاريخ استخدام الانترنت للأطفال عندما ينتهون من استخدام الانترنت عن طريق زر history مثلا في متصفح انترنت اكسبلورر. ويجب إلغاء ميزة إلغاء التاريخ delete cookies من حسابات الأطفال على الكمبيوتر."

وينصح منعم بتحميل برنامج مضاد للفيروسات، خاصة وأن بعض الفيروسات تدخل برامج صغيرة تفتح مواقع إباحية من دون معرفة المستخدم بذلك.

واحد إلى ثمانية من مواقع الانترنت مؤذية : كيف تحمي أطفالك من ولوج صفحات إباحية؟
 
20-Mar-2008
 
العدد 18