العدد 18 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
تتراتب المساكن في عمان على النحو التالي: قصر، فيلا، شبه فيلا، منزل مستقل، شقة طابقية، شقة في عمارة، شقة في الاسكان، بيت في المخيم أو في وادي الحدادة أو في المحطة أو التاج،وصولا الى المساكن غير القابلة للتسمية أو لنقل إنها تتمتع بتسميات خاصة مثل «غرفتين تلزيق» أو غرفة ومعها «كلاكية» وجمعها «كلاكيّات»، على أن تلفظ الكاف الثانية في كلمة «كلاكية» كافاً فلاحية ch. من حيث الاستقلالية لعلكم تلاحظون أن اول أربع مستويات (القصر والفيلا وشبه الفيلا والمنزل المستقل) تتشابه أحيانا مع آخر مستويين (بيت في المخيم او الحدادة والكلاكيات..). بينما تتوزع مستويات الشقق الى أصناف تجمعها الشراكة في عمارة واحدة، وبالطبع فإن هناك تراتبات فرعية داخل هذا التراتب الرئيسي، فقد يقول أحدهم انه اشترى شقة في عمارة مبنية في منطقة كلها فلل وقصور، وهو بذلك يشير الى نوعية جيرانه، أو أن يقول آخر إنه أخذ شقة مدخل مستقل أحسن من فيلا، أو أنه اشترى "رووف" وابتعد عن وجع راس الجيران. أما الاسكانات العامة التي بنتها مؤسسة التطوير الحضري فتتوزع الى صنفين، أولها يتخذ تسمية "اسكانات التطوير" ومثالها اسكان اوتستراد الزرقاء واسكان طبربور والهاشمي، ومنها ما يتخذ تسمية "اسكان" من دون كلمة تطوير، ومن أشهر أمثلته اسكان ابونصير او اسكان الضاحية، وفي العادة يكتفي ساكن مثل هذين الاسكانين بالقول "اخذت في ابو نصير" أو "ساكن في الضاحية"، ومثل هذه المفاهيم مهمة بالنظر الى انها تستتبع بعض التراتب بين الأماكن والأشخاص. اعتاد مسوقو خدمات الاسكان في عمان بيعاً وتأجيرا، على الاعلان عن "شقق غربية" و"شقق شرقية"، ولكن هذا التوزيع حصل عليه بعض التغيير في الفترة الأخيرة، فلم تعد كلمة غربية وحدها تكفي للدلالة على الفخامة والرقي، ولم تعد كلمة شرقية وحدها تعني انخفاض السعر، فقد نشأ في عمان "غرب الغرب" و"شرق الشرق". صارت كلمات مثل "الغربية" تشير الى الغرب التقليدي مثل عبدون والصويفية والشميساني وما شابه، لأن غرب الغرب يصر على أن يشير الى "نفسه" بأسماء مباشرة مستقلة خاصة، إذ يتم الاعلان مثلاً عن بيع فيلا في دابوق أو قصر في دير غبار. وبالمقابل فإن "المسألة السكنية الشرقية" تعقدت أكثر، لأن بعض المناطق التي كانت تصنف على أنها شرقية، أخذت تحاول التميز بأسماء خاصة "طبربور" أو "طريق الحزام" أو "منطقة السباق" "ضاحية الياسمين" حيث لا يقبل المسوقون بوصف مبانيهم بأنها ضمن عمان الشرقية بالمعنى الاعتيادي للكلمة، وبالمقابل يجري التأسيس لمناطق جديدة تحافظ على صفات "عمان الشرقية" التقليدية وخاصة بالقرب من مكب الغباوي والقرى المحيطة. من المتوقع أن تتعرض مفاهيم القضية الاسكانية في عمان الى تغييرات جوهرية في الفترة المقبلة، ولكن من حسن الحظ أن ذلك يجري بما يحافظ على جوهر التقسيم "شرقي-غربي"، حيث تقام المدن السكنية المغلقة بمفتاح لصفوة الأثرياء ،بالتوازي مع قيام مدن الأقل حظاً المغلقة أيضاً ولكن من دون مفتاح! . |
|
|||||||||||||