السجل – خاص

تحتفي مؤسسة خالد شومان–دارة الفنون خلال برنامجها الثقافي الحالي، بالمشهد الفني اللبناني الخارج من رحم الحرب القاسية، مستهلةً هذا البرنامج بمعرض "الفن الآن في لبنان".

ويجمع بين الأعمال التي يشتمل عليها المعرض انتماء الفنانين المشاركين لجيل الشباب، ما يعني أنهم عاينوا الحرب وعاشوها وعايشوها، ليقدموا من خلال أعمالهم تحليلاً لأسبابها وترجمةً لانعكاساتها في حياة الناس، إذ يشارك كل منهم بعمل يعالج جانباً محدداً من تجربة الحرب مقدماً وجهة نظرة الناقدة لها.

وتواصل الدارة برنامجها الذي يستمر حتى أيار/ مايو المقبل لتقدم أفلاماً قصيرة من لبنان تحت عنوان "نحن هنا" وذلك في 25 /3، وهي أفلام أُنتجت بعد حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان خلال صيف 2006، لتشهد على التنوع المدهش في رد فعل الفنانين وصناع الأفلام تجاه الحرب عموماً، سواء من ناحية الإبداع أو من حيث الثيمة والرؤية الفنية. ومن هذه الأفلام: "في الوسط" لنادين غانم، "خبر عاجل" لهشام جابر، "بإمكانك الدخول" لمحمود حجيج، "انزلاق" لعلي شيري و"مجرد رائحة" لماهر أبي سمرة.

ويشارك اللبناني أكرم زعتري بمجموعة من الأفلام الوثائقية الفنية. إذ يعرض الفيلم الوثائقي "اليوم" في 1 /4، وهو يعتمد على صور أرشيفية بدءاً من حياة بدو الصحراء حتى زمن الحرب في بيروت، باحثاً في دور الصورة الفوتوغرافية في نقل الحقيقة.

وتواصل الدارة عروض زعتري لتقدم في 8 /4 أفلامه القصيرة: "في هذا البيت"، "الشريط بخير" و"الطبيعة الميتة". وفي هذه الأعمال يستثمر زعتري كل ما يجده أو ينتجه من صور أرشيفية أو خاصة به تعود لطفولته، محاولاً نقل التاريخ عبر التجارب الشخصية المستمدة من الحياة اليومية بتفاصيلها الحميمة.

أما فيلم "يوميات بيروت" لمي المصري فيعرض في 15 /4، فيما يشارك ربيع مروة بعرض أدائي بعنوان "كيف بَـدّي وَقّفْ تدخين"، وفيه يتساءل مروة حول تعريف المسرح والعلاقة بين المساحة وشكل الأداء، وكما هو معروف عن مسرحه شبه الوثائقي يستخدم مروة الأرشيفيات والصور والأشياء للفت النظر للمشهد السياسي والاقتصادي في بيروت المعاصرة.

وفي الذكرى الستين للنكبة تقدم الدارة مجموعة من عروض الأفلام التي تُـظهر معاناة الشعب الفلسطيني لعقود طويلة جراء كابوس الاحتلال الإسرائيلي. إذ يُـعرَض فيلم "احتلال 101" من إخراج سفيان عميش وعبد الله عميش في 6 /5، وهو فيلم وثائقي يتناول المسببات التاريخية والراهنة للصراع العربي الإسرائيلي، ويحاول تحليل الحقائق المتعلقة بهذا الصراع. أما فيلم "الجدار الحديدي" لمحمد العطار فيُعرض في 13 /5، متتبعاً مسار جدار الفصل العنصري الذي تواصل إسرائيل تدشينه في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكاشفاً عن مدى تأثيره في حياة السكان وأنماط عيشهم وعرقلته لمسيرة السلام عموماً.

وتختتم دارة الفنون برنامجها هذا فـي 20 /5 بمحاضرة للكاتب والمفكر جلال توفيق بعنوان "انسحاب التقاليد بوجه كارثة كبيرة".