العدد 17 - زووم | ||||||||||||||
خالد أبو الخير
صحيح أن المكسيكية راكيل مارتينز أول من صارع الثيران في حلبة «الكوريدا»، لكن بنات جنسها أول من صارعها في شتى الاماكن.. يشهد على ذلك تاريخ المرأة المنقوش بالاظافر والدماء والدموع. فمنذ اقترفت عشتار خطيئة إنزال الثور من السماء، ذات غواية، في مستهل الانقلاب الأبوي الذي اطاح بالمرأة عن عرشها، والمرأة تواجه أحد أمرين: إما أن ترضخ للثور أو تنتصر عليه. وربما كانت الضحايا اللواتي سقطن تحت قدمي الثور يقاربن عدد من سقطوا في الحروب، يكفي للتدليل على ذلك أن العذارى كن يقدمن في «مصر» القديمة، حيث كان للعجل «أبيس» سطوته، قرباناً للنيل، ونساء الإمبراطور في الصين كن يربطن أحياء مع جثته بعد وفاته ليغرقن في نهر اليانغ تسي . وعرف العرب قبل الإسلام وأد الاناث، فيما ما زالت المرأة في بؤر من الهند تجبر حين يتوفى زوجها أن تحرق مع جثته أو توصم بالعار فتلحق بطائفة المنبوذين. أما النساء اللواتي قضين تحت ضغط عادات وتقاليد رهط من الثيران فأكثر من ان يحصين ، وكم من امرأة سقطت ضحية خنجر باسم «شرف رفيع» ولمجرد الشبهة. وليس مصادفة أن امرأة هي «اردياني ابنة الملك مينوس» دبرت مكيدة قتل" المينوتور»، الكائن الذي نصفه ثور ونصفه الثاني انسان» في متاهته بجزيرة كريت. .. «وُلد ثوراً فصار انساناً»،هكذا قال «أخنوخ» في العهد القديم. إلا أن بعض الثيران بقيت ثيراناً: فانتصري ، انتصري على جميع الثيران، ولا تأخذك بهم يا سيدتي شفقة أو رحمة.. |
|
|||||||||||||