العدد 17 - اعلامي | ||||||||||||||
السجل- خاص قضى قبل أيام الكاتب والأكاديمي والناشط السياسي الكويتي أحمد الربعي عن 59 عاماً بعد صراع مع المرض. وقد أثار غيابه شعوراً بالصدمة لدى عارفيه الكثر في العالم العربي، وذلك لما عرف عنه من تفاعل حار مع القضايا العربية ومن شجاعة في الانتصار للحقوق العربية ولقضايا التقدم والتنوير والديمقراطية في وطنه وفي منطقتنا . فضلاً عن شمائله الشخصية في الإعلاء من قيم الصداقة والحوار. بدأ انشغال أحمد الربعي بالقضايا العامة، وهو لم يزل في مقتبل الشباب، إذ انخرط في منظمات تناوىء الوجود البريطاني في منطقة الخليج أواخر الستينيات. ولم يلبث أن نسج خيوطاً من التعاون مع المنظمات الفلسطينية الصاعدة وبالذات الاتجاه اليساري فيها. قبل أن يواصل تحصيله العلمي، وينال شهادة الدكتوراة من جامعة هارفارد عن أطروحة حول الفلسفة الإسلامية. عمل بعدئذ مدرساً في جامعة الكويت وكاتباً في صحف محلية وعربية، وتقدم للانتخابات البرلمانية في بلده، وحاز على ثقة الناخبين رغم تعرضه لحملات عنيفة من اتجاهات شديدة المحافظة .وتقلد حقيبة التعليم في بلده، ومن المفارقات أن الحكومة أقرت الفصل بين الجنسين في الجامعات في أثناء توليه الوزارة، وذلك تحت ضغط جماعات متزمتة. وعرف الربعي بمساجلاته القيمة عبر الفضائيات العربية حول قضايا ساخنة، إذ كان نصيراً للعقلانية وخصماً شديد المراس للديكتاتوريات. الربعي زار الأردن عدة مرات بعدما كان ممنوعاً من ذلك لفترة من الوقت، ومن أهم زيارته تلك التي قام بها ضمن وفد شعبي برلماني وإعلامي، خلال احتدام أزمة اجتياح الكويت العام 1991، وألح على الحوار مع الناشطين النقابيين والسياسيين الأردنيين وهو ما امتنعوا عنه . رحم الله أحمد الربعي الذي كانت وصيته الأخيرة لابنه قتيبة أن يحب الناس.. كل الناس. |
|
|||||||||||||