العدد 16 - أردني | ||||||||||||||
السجل- خاص «الولاء للوطن، الثوابت الوطنية والقيادة» ثلاثة مبادئ تجمع نحو 30 ألفاً من الشباب الأردني تحت مظلة ملكية ضمن «هيئة شباب كلنا الأردن» التي انبثقت في تشرين الأول العام 2006 عن مبادرة «كلنا الأردن» كأضخم مبادرة لعمل شبابي في المملكة. هيئة يراها الكثيرون محاولة لتجيير فكر الشباب نحو تأطير سياسي قريب من السلطة في مواجهة المد الإسلامي واليساري. الكاتب الصحفي، باتر وردم، يرى أن هذه الهيئة باتت" مؤسسة شبابية بديلة عن العمل الحزبي المنظم." ويؤكد أنها " كانت نتيجة حتمية لميول الشباب الأردني للانضواء تحت جناح السلطة خوفاً من الملاحقة الأمنية". وردم يضيف: "وبغض النظر فيما إذا كان هدف "الاستبدال" هذا موجوداً منذ البداية أو أنه نتيجة طبيعية لظهور المؤسسة، فإن الشباب الأردني أصبح أكثر ميلاً للانضمام إلى مبادرة تعمل تحت غطاء السلطة، وتوفر الحماية للمشاركين من المساءلات الأمنية بل وقد تمنح لهم امتيازات مادية واجتماعية لا يمكن للأحزاب تحقيقها." هيئة شباب «كلنا الأردن» انبثقت عن "مبادرة كلنا الأردن" المرتبطة برئيس الديوان الملكي باسم عوض الله. هيئة المبادرة ضمت تقريباً كافة التيارات والشخصيات السياسية والاقتصادية ذات التأثير اثناء صياغة الأولويات، وأصبحت فيما بعد برنامج عمل للحكومة الأردنية، ولكن بعد سنتين من مبادرة كلنا الأردن بقيت الهيئة الشبابية هي الوحيدة ذات التواجد الحقيقي بعد أن قامت لجنة "كلنا الأردن" الكبيرة بدورها في صياغة البرامج. ويذهب وردم إلى حد اعتبار أن "العمل الشبابي الحزبي الحقيقي قد يندثر باستثناء التنظيمات الأيديولوجية العريقة مثل جبهة العمل الإسلامي، بينما ما تزال الأحزاب اليسارية تجد صعوبة في استقطاب الشباب." علامات استفهام عديدة ترافق الحديث عن الهيئة. البعض يتهمها بتنمية الانتماء الشرق أردني، وتغييب الانتماءات الدينية التي تتسيد التجنيد الشبابي، فضلاً عن ادعائها تمثيل قطاع الشباب في المملكة. لكن الكاتب الصحفي باتر وردم، مرة أخرى، يبين أنه "من الصعب للهيئة أن تكون بديلاً وحيداً للعمل الشبابي في الأردن" لأنها "تمثل مجموعة من الشباب الذين تم اختيارهم بناء على تميزهم في النشاطات العامة ومن خلال منظمات غير حكومية وجامعات ونواد شبابية، ولكنهم بالتأكيد لا يمثلون كل الطيف الاقتصادي والسياسي والفكري للشباب الأردني". و يتابع وردم: "لا توجد هيئة يمكن أن تدعي ذلك، والتعددية في التمثيل الشبابي يجب أن تبقى مضمونة." وهكذا يرى وردم أنه يمكن للهيئة أن تحقق الكثير من الإنجازات في حال تمكنت من حشد قدرات مجموعة كبيرة من الشباب في المحافظات على تنفيذ برامج التنمية الميدانية واستثمار الطاقات الكبيرة التي يتمتع بها، فضلاً عن المساهمة في نشر الوعي الوطني بدلاً من التعصب الجهوي". أعضاء شباب «كلنا الأردن» يجتمعون في مقرات خاصة بلغت 12 مقراً موزعة على المحافظات، كما يلتقون بشكل مستمر لتلقي الدورات الخاصة ودعم مواهبهم واهتماماتهم. المحلل السياسي والكاتب الصحفي سميح المعايطة، يرى أن هيئة شباب «كلنا الأردن» تستخدم "تفكيراً بعيداً عن التعبئة السياسية" و إن كان يلمس فيها لوناً سياسياً واحداً. المعايطة يعرف الهيئة بأنها "محاولة لإيجاد أطر شعبية تحمل التوجهات الرسمية" فهي "مشروع غير سياسي بالدرجة الأولى و إنما محاولة منظمة لإعطاء حضور أكبر للقضايا التنموية و تجيير طاقات المنتسبين نحو خدمة مناطقهم تنموياً". و يشرح المعايطة أن "وعي شباب "كلنا الأردن" السياسي لم يتبلور بعد في ظل تركيز المبادرات الشبابية ضمن الهيئة على النواحي التنموية التي تمكنهم عبر انتشارهم الواسع في المحافظات من اجتراح حلول تنموية لمناطقهم والقيام بأعمال تطوعية". صحفي قريب من الهيئة ومشارك في نشاطاتها يؤكد أن شبابها ما زالوا يفتقرون إلى رؤى سياسية في ظل التركيز على تنمية هذا الوعي من خلال الإنخراط في النشاطات المختلفة. ويضيف: "أعتقد أن المرحلة الثانية ستتضمن بلورة الأفكار السياسية للشباب وتحويلها إلى برامج تنفيذية." منسق الإعلام والتواصل في الهيئة سامي المعايطة يؤكد أن الهيئة "غير مؤدلجة" فيما عدا الثوابت الثلاثة، وهي: "المواطنة، والانتماء، والولاء للقيادة." ويشير الى أن تميزها ينبع من "الاهتمام بالمجالات التي يفتقدها الشباب الأردني من رعاية للطاقات العلمية والمواهب المختلفة". من هنا يأتي إشراك الطلاب بصفة "عضو مراقب" في جلسات مجلس الأمة، فضلاً عن مخطط لإشراكهم في المجالس البلدية واللجان الاستشارية في المحافظات وحتى مجلس الوزراء. "كل هذا يأتي ضمن وجبة ثقافية سياسية متكاملة بعيدة عن الايديولوجيا،" وفق سامي المعايطة. |
|
|||||||||||||