العدد 16 - حريات | ||||||||||||||
ثمة من يعتقد أن الاحتفال بيوم المرأة العالمي، هو تقليد أعمى للغرب الذي ابتكر هذه المناسبة، على خلفية الحركة الصناعية النشطة التي كان يشهدها في القرن التاسع عشر، التي دفعت لدخول المرأة سوق العمل. ويقولون: إن قادة الغرب تنبهوا لإمكانية استثمار الطاقة النسوية في الأغراض السياسية، وبالذات الانتخابية، فدفعوها للمطالبة بالحصول على حق الاقتراع، بغرض زيادة كم الأصوات الانتخابية التي تنحاز لهم في المعارك السياسية. ونحن لا نناقش في هذه القراءة التاريخية، لكننا نعترض على إسقاط ذلك البعد التاريخي على واقعنا الراهن، وافتراض أن يوم المرأة العالمي هو في الحقيقة يوم المرأة الغربية، إذ نرى أن تفسيراً كهذا لا يمكن قبوله من الناحية المنطقية، وبخاصة في عصرنا الراهن الذي أنجزت فيه المرأة الغربية الكثير، بينما ما تزال فيه النساء في عالمنا العربي، يرفلن في أثواب القيود المصطنعة والمتخيلة، التي تتعلل بالشرف تارة، وبنقص في المرأة تارة أخرى، لتمنع حصول المرأة العربية في المحصلة، على حقوق متكافئة مع الرجل. لا بد من القول هنا، إن الدعوة لحصول المرأة على حقوق متكافئة مع الرجل، لا تنبع من أبعاد إنسانية فقط، بل من حاجة موضوعية للإفادة من طاقات نصف المجتمع في عملية البناء والتنمية، التي تحتاجها أمتنا من أجل الخروج من حالة التخلف الحضاري التي تعيشها، وتطرح أفكاراً مرتبكة للخروج منها، لم تنجح أي منها حتى الآن، وهذا طبيعي ما دامت لا تعمل إلا بنصف طاقتها الممكنة، هذا على افتراض أن نصفها الآخر قادر على العمل وحده، من دون التكاتف مع النصف الآخر! ولهذا، فإن يوم المرأة العالمي مهم بالنسبة لنا، ولا يجوز القول بأنه مناسبة "غربيّة" لمجرد أنه نشأ في الغرب، بل لعلنا نحتاج إلى الاحتفال به وإحيائه، أكثر من حاجة الغرب لذلك بكثير. المحرر |
|
|||||||||||||