بدأ الاحتفال بيوم المرأة العالمي بشكل محدود في نهاية القرن التاسع عشر، حين بدأت حركة نسائية في أوروبا وأميركا الشمالية المطالبة بظروف عمل أفضل والاعتراف بالحقوق الأساسية للمرأة بما في  ذلك حقها في التصويت (اختيار من يمثلها في المجالس الوطنية المنتخبة). ومن الشائع أن فكرة الاحتفال بيوم عالمي للمرأة نبعت من الإضرابات التي قامت بها العاملات في صناعة النسيج في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية في العامين 1857 و1909 التي صادفت يوم الثامن من آذار/ مارس، وذلك احتجاجاً على ظروف عملهن السيئة.

1909

تم الاحتفال بأول يوم وطني للمرأة في كامل الولايات المتحدة في 28 شباط/ فبراير، بناءً على إعلان من الحزب الاشتراكي الأميركي، وظلت المرأة تحتفل بهذا اليوم في آخر يوم أحد من ذلك الشهر حتى العام 1913.

1910

قررت الاشتراكية الدولية، المجتمعة في كوبنهاغن، إعلان يوم للمرأة، يكون ذا طابع دولي، بغرض المساعدة على تطبيق حق المرأة في الاقتراع. ووافق المؤتمر الذي شاركت فيه ما يزيد على 100 امرأة من 17 بلداً على هذا الاقتراح بالإجماع. ولم يحدد المؤتمر تاريخاً للاحتفال بيوم المرأة.

1911

ونتيجة للقرار الذي اتخذه اجتماع كوبنهاغن في السنة السابقة، تم الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي للمرأة في 19 آذار/مارس، في كل من ألمانيا والدنمارك وسويسرا والنمسا، وشاركت نحو مليون امرأة في الاحتفالات. وبالإضافة إلى الحق في التصويت والعمل في المناصب العامة، طالبت النساء بالحق في العمل، والتدريب المهني وإنهاء التمييز في العمل.

1913 - 1914

وكجزء من حركة السلام التي أخذت في الظهور عشية الحرب العالمية الأولى، احتفلت المرأة الروسية باليوم العالمي للمرأة لأول مرة في آخر يوم أحد من شهر شباط/فبراير 1913. وفي الأماكن الأخرى من أوروبا نظمت المرأة في 8 آذار/مارس من السنة التالية، تجمعات حاشدة للاحتجاج ضد الحرب.

1917

أمام الخسائر التي تكبدتها روسيا في الحرب، وبلغت مليوني جندي، حددت الحركة النسائية الروسية من جديد آخر يوم أحد في شهر شباط/ فبراير لتنظيم الإضراب من أجل "الخبز والسلام". وبعد أربعة أيام أُجبر القيصر على التنازل عن سلطاته، ومنحت الحكومة المؤقتة المرأة حقها في التصويت. ووافق يوم الأحد ذاك يوم 25 شباط/ فبراير من التقويم اليوليوسي المتبع آنذاك في روسيا، ولكنه وافق يوم 8 آذار/ مارس من التقويم الغيرغوري المتبع في غيرها. ومنذ ذلك التاريخ، بات يوم الثامن من آذار/ مارس هو اليوم العالمي للمرأة.

لكن الاحتفال بهذه المناسبة لم يشمل العالم، إلا بعد أن اعتمدها أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الذي عُقد في باريس عام 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وفي العام 1977، وبعد عامين من الاحتفال بالسنة الدولية للمرأة في العام 1975، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يدعو الدول لتخصيص يوم الثامن من آذار/ مارس للاحتفال بحقوق المرأة والسلام الدولي، وذلك وفقاً للتقاليد والأعراف التاريخية والوطنية لكل دولة. وقد عُرف هذا اليوم فيما بعد بيوم المرأة العالمي.