العدد 16 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
الاستخدام المكثف لعبارة "ذوو الدخل المحدود" أطاح بالمركز الاجتماعي، لصاحب راتب الوظيفة في القطاعين العام والخاص باعتبار ان العبارة تخص القطاعين معاً. مر زمان كان فيه الراتب وخاصة إذا كان محدوداً يعد مَجْلَبة للاعتزاز لصاحبه، مع الاستدراك أنه لم يكن يسمى "محدوداً"، أو على الأقل فإن صاحبه لم يكن يسميه محدوداً بل يفضل أن يسميه "ثابتاً" بمعنى أن أحدا لا يستطيع التقليص منه. وكانت عبارات مثل "راتبه واصله اشتغل أم لم يشتغل" أو "راتبه مؤمّن" وما يتبعها من نتيجة تقول أنه "يحط راسه وينام مرتاح" تعد من الإشارات الواضحة على ما يتميز به صاحب الدخل "الثابت". منذ سنوات تحول الراتب المحدود الى مَجْلَبة للتعاطف والشفقة على صاحبه الذي تحول الى شكاء بكاء يطالب بالمراعاة والنظرة الحانية، وتحوّل هذا الموظف الى شخص مسكين "عايش على الراتب". كان الفلاحون في السابق يحسدون الموظف لأنهم يرون الفلوس في جيوبه في أول الشهر وفي آخره فيقولون ان الموظف يستلم راتبين!. الآن صار الجميع يشفقون عليه لأن جيوبه فارغة ويضطر لكي "ينطر" راتبه آخر الشهر منذ لحظة استلام راتب الشهر الذي سبقه. |
|
|||||||||||||