العدد 15 - اقتصادي | ||||||||||||||
سليمان البزور ميسرّ حمدان عبد القادر (أم جعفر) حارت كيف ستتدبر شؤون عائلتها المكونة من خمسة أبناء ما يزال أكبرهم على مقاعد الدراسة حين كانت على مفترق طرق قبل أربعة سنوات تحت وقع انفصالها عن زوجها. "حينها لمعت في بالي فكرة تقيني مد اليد للآخرين وأتخذت قراراً جريئا بالاعتماد على النفس، فاخترت صندوق الزكاة ليس لطلب معونة شهرية أو الحصول على معونة طارئة بل للحصول على تمويل لفكرة مشروع طالما راودتني، لاسيما بعد الطلاق وبقاء الابناء إلى جواري" . 700 دينار كانت تكفي لتنهض بمشروعها اليدوي البسيط ، لصنع المخللات والاطعة الخفيفة، و بعد تغليفها توزعها على تجار الجملة. تقر أم جعفر المولودة في العام 1957 "أن بداية المشروع كانت صعبة بعض الشيء، دون خيار أخر لإعالة خمسة أولاد أصغرهم يعاني من الإعاقة". استمرت أم جعفر في العمل والانفاق على الاسرة لاسيما بعد انفصالها عن زوجها "لمعارضته الشديدة لدراسة ابنتيهما"، وانهى اولادها دراستهم الجامعية "بكرها جعفر" تخرج هندسة كهرباء من الجامعة الأردنية، بينما تخرجت احدى بناتها بتخصص هندسة جينات وهي الآن تدرس الماجستير في نفس التخصص في احدى الجامعات العربية. والاخرى تدرس في جامعة محلية. كما يكمل ابن اخر لها دراسته الثانوية في مدرسة خاصة. تتحدث أم جعفر عن مشروعها الذي بدأ قبل اربعة سنوات "بدأ يكبر يوماً بعد آخر حتى عمّت الاستفادة منه جميع أهالي حي النصر، وبت اشغل فتيات الحي والجارات العاطلات عن العمل والراغبات بتحسين دخلهن الشهري، وتوسعت أعمالي وازدهرت". مطلع العام الحالي شرعت أم جعفر في تطوير عملها فخاطبت صندوق الزكاة لتشكيل لجنة زكاة في الحي الذي تقطن فيه لكي "تنهض بتنمية وتطوير فتيات الحي من خلال اطلاق لجنة زكاة ومشاريع بسيطة في منطقة شرق عمان، تعنى بصناعة الشراشف وتطريز الملابس التراثية وصناعتها.تحت مسمى مشروع العودة للتراث وتوسعة مشروع العمل اليدوي للمواد الغذائية وآخر المنتجات التي تفكر بها "الزيتون المحشي". على حد ما ورد في الكتاب المرفوع إلى مدير صندوق الزكاة. لا تقف أم جعفر عند هذا المدى، وتجادل بأنها ستعمل على توسيع المشروع والفكرة لتشمل مختلف مناطق عمان الشرقية، لا بل وصولاً إلى زيزيا. يصف مدير عام صندوق الزكاة علي القطارنة قصة أم جعفر بـ"التجربة المميزة ،ويحث الأسر التي تعاني أوضاعا مادية سيئة على حذو حذوها". على أن هذه التجربة ليست الأولى ولا الأخيرة فبينما نجد بعض الأسر تستسلم للفقر، وتتلذذ في التقاط السمك المقدم لها على سبيل المعونة ، نجد أسرً أخرى ترفض مد اليد، وتختار ان تتعلم صيد السمك والاعتماد على نفسها. |
|
|||||||||||||