العدد 15 - ثقافي | ||||||||||||||
ديالا الخصاونة أتى المركز الثقافي الفرنسي بالفنّانة الفرنسيّة "جوهانا بردو" والملقّبة "لادجو" لتشرف على ورشة عمل تصوير استضافها "مكان" لإنتاج لوحات تتمركز موضوعاتها حول السيرك، وهي فنانة تصوّر لوحاتها السيرك وأجواءه وشخوصه وحيواناته وألعابه. شارك في الورشة، التي أعلن عنها بمختلف وسائل الإعلام وكانت مفتوحة أمام الجميع: أميرة العامري المتخصصة في تصميم الأزياء، ومحمد القطعان المتخصص في قصص الأطفال كتابة ورسوما، وميرنا المهندسة الكيميائيّة، وزينة عزوقة الموسيقيّة، وآية يونس المصممة الصناعيّة، والفنان البصري مصطفى اليوسف، وكذلك الفنانتان البصريّتان آلاء يونس وكاتبة هذا المقال. الورشة مختصرة وسريعة، يومان من البداية إلى النهاية؛ تعرّفٌ فاسكتشات فتصوير وتلوين ولوحات. تعرّف الفريق أوّلا، من خلال فيلم قصير، إلى سيرك الفنان كالدر، اشتهر الفنان الأميركيّ أليكساندر كالدر (1898 - 1976) بإنتاجاته الفنيّة التي تعتمد الحركة. ويظهر في هذا الفيلم رجل أبيض الشعر ضخم يرتدي بلوزة قطنيّة حمراء في مشغله، وهو يقدّم حفلا من لقطات من السيرك. فقد كان كالدر، مهتما بشكل عميق بالسيرك وعالمه. وأنجز العديد من الأعمال في العشرينات من القرن الماضي متمحورة حول هذا الموضوع. يعتمد العرض الذي قدّمه على تماثيل/آلات/دمى صنعها بيديه، صغيرة الحجم، دقيقة التفاصيل، تتشابك بالعديد من المفاصل والبراغي والأسلاك لتكون قابلة للتحرّك؛ فمنها البهلوان والجمبازيّ والرقّاصة والمدرّب وبالع السيوف والعربات والمراجيح والأحصنة والأسود. أحاط هذا كلّه بما يستدعي الأمر من ديكور وأدوات وغيرها، لتحقق جوّ السيرك بمفاجآته ومهاراته والحركات الجريئة وبفكاهته ودعاباته. أضافت الموسيقى على جوّ المغامرة والنشاط الدراما والحيويّة ولمحة من الرومانسيّة. المسؤولة عن تغيير اسطوانات الموسيقى كانت زوجة كالدر، لويزا. بعث هذا الفيلم بين المجموعة شعورا بالسعادة، فكما أن الأطفال حين يلعبون يجددون في المرء شعورا بالحيويّة، كذلك يلعب رجل في الثالثة والثمانين حرا طليقا مستمتعا ممتعا يبعث في الأوصال شعورا بالدفء. تلا الفيلم أداء قام به فنان السيرك كريم، وهو زوج لادجو، قدّم من خلاله حركات أدائيّة نقلت إلى قلب "مكان" بعضاًا من عالم السيرك. والآن وقد أصبح لدى المشاركين تصوّر بصريّ للسيرك بين الفيلم وكريم، بدأت الأيدي ترسم وتخطّ الحركات والإيماءات وتحاول نقل الطاقة إلى الورق للتدرب على إنتاج لوحة تمثّل تصوّر كل فرد أو قراءته لما فهم وشعروتخيّل بعد هذه المقدّمة. وفي حين يبدو السيرك جزءاً من ثقافات بعض المجتمعات، إلاّ أننا هنا لا نعرفه جيداً، سوى ما أتى به السيرك الروسي الذي استقرّ في تجواله عندنا أحيانا، وما صوّره التلفزيون. فالوقار الأردني لا يسمح بهذه الـ "حركات." وهذا موضوع آخر. بطبيعة الحال، حفزت هذه الورشة الجميع على إنتاج لوحات تحاكي وتستحضر أجواءً أو وجوها أو تعبيرات مما رأوا. والجميل في ورشات كهذه أنّها تختلف - الى حد بعيد - عما قد يصوّره المرء عادة في رسمة أو لوحة؛ فهي تجربة مختلفة وتعلّميّة توفر للمرء أدوات ووجهات نظر جديدة، وتنقله من المحيط التقليديّ إلى مكان آخر، وتسلّط الضوء على أمور أخرى ويتغيّر السياق. ومن خلال الفيلم عن كالدر وسيركه وحياة لادجو وزوجها في السيرك وتصويرها له، والصور والرسومات، مضت المجموعة في رحلة إلى عالم ساحر ، وتغيرت بذلك وجهات نظر المجموعة لهذه الكينونة التي كانت يوما غريبة وأصبحت الآن، إلى درجة ما، مألوفة. سوف تشترك اللوحات والرسومات التي قامت بها المجموعة في أنشطة مهرجان السيرك الذي ينظّمه المركز الفرنسي في صيف هذا العام. من الجدير بالذكر هنا أنّ أعمال لادجو معروضة في المركز الثقافي الفرنسي، حيث افتتح معرضها الخميس الماضي 21 شباط الجاري ويستمرّ حتى 9 آذار. وتستحضر لوحاتها جوانب ولحظات من عالم تعرفه وتعيشه في كرافانات جوّالة تزور قرى ومدناً وبلدات، وتدعو أهلها لساعات من الموسيقى والأعاجيب والضحك والألاعيب. |
|
|||||||||||||