بدأ كريم عامر، المدون المصري المحكوم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات بسبب آراء نشرها في مدونته، والحاصل على جائزة منظمة مراسلون بلا حدود الخاصة بالإنترنت للعام 2007، العام الثاني من مدة محكوميته التي يقضيها في سجن برج العرب بمدينة الاسكندرية.

وكان ألقي القبض على عامر البالغ من العمر 23 سنة، في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006، وأدانته محكمة الجُنح في 22 شباط/ فبراير 2007 "بازدراء الإسلام وإهانة رئيس الجمهورية". وهو ينتظر حالياً الفصل في الطعن بالنقض الذي قدّمه محاموه.

وفي بيان بالمناسبة، قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وهي إحدى مؤسستين تتبنيان الدفاع القانوني عنه، مع مركز هشام مبارك للقانون، إنه «على الرغم من الظلم الذي تعرض ويتعرض له كريم عامر، إلا أنه مازال متماسكاً وقوياً، لشعوره بعدالة موقفه، وتضامن العديد من المواطنين والمؤسسات الحقوقية في مختلف أنحاء العالم معه، وهو يقابلنا كلما زرناه في سجنه بابتسامة ونظرة لا يظهر بها أي تراجع أو ضعف".

وأضاف البيان: "إن كريم عامر قد تعرض بالإضافة لسجنه للعديد من الانتهاكات، التي تجعله أكثر من سجين رأي، فقد تعرض عقب سجنه للمتاجرة باسمه، حيث جمعت بعض الجهات التبرعات من دون إذنه، ثم تعرض للتشهير به من قبل بعض المتشددين والراغبين في الشهرة، وأخيراً حُرم من التحقيق في واقعة تعذيبه في سجن برج العرب، رغم تقديم بلاغ رسمي للنائب العام منذ نحو أربعة أشهر".

وكان كريم عامر قد بعث رسالة من سجنه أكد فيها أنه سيظل صلباً ولن يسمح لأحد بإخضاعه، وقال: "لن يستطيعوا أن يسلبوا شيئاً مني، فحريتي موجودة في داخلي، لن يستطيعوا انتزاعها مني مهما ثقلت قيودهم وضاقت سجونهم".

وفي رسالة أخرى، شرح عامر تعرضه للتعذيب في سجنه بأمر من ضابط المباحث وتحت إشرافه، بسبب "كشفه حالة فساد في السجن" حسبما يقول، ثم حبسه انفرادياً وتكرار الاعتداء عليه من قبل أحد السجناء بإيعاز من الضابط نفسه وبمساعدة من حراس السجن، ما أدى إلى كسر أحد أسنانه، فضلاً عن حرمانه من تقديم بلاغ ضد ذلك الضابط وكذلك حرمانه من إثبات تلك الإصابات في تقرير طبي. وقال إنه تم نقله بعد ذلك الاعتداء إلى زنزانة التأديب، وهناك تم تكبيله من يده وقدميه من الخلف، ثم انهالوا عليه ضربا مرة أخرى، ما أدى لتعرضه إلى مزيد من الإصابات. ثم قاموا بإحضار سجين آخر وجردوه من ملابسه تماماً، وانهالوا عليه ضرباً أمامه، وقاموا بتهديده بأن يناله العقاب نفسه لو قام بالتدخل فيما لا يعنيه مرة أخرى. 

لمزيد من المعلومات، يمكن زيارة موقع:

www.freekareem.org

من هو "كريم عامر"؟

اسمه الحقيقي «عبدالكريم نبيل سليمان» وشهرته «كريم عامر»، من مواليد مدينة الإسكندرية المصرية في العام 1984، طالب سابق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر، وهو أول مدون مصري تتم محاكمته بسبب كتاباته على الإنترنت.

اعتقلته السلطات المصرية أول مرة في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2005، على خلفية مقال كتبه على الإنترنت عن أحداث الفتaنة الطائفية في منطقة محرم بك بالاسكندرية، ثم أطلق سراحة بعد ثمانية عشر يوماً. تم فصله من جامعة الأزهر بعد إحالته على لجنة تأديبية، بسبب مقالات كتبها على الإنترنت أيضاً، ينتقد فيها شيخ الأزهر، واعتقل مرة أخرى في أواخر العام 2006 وتمت محاكمته، ليُحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الإساءة للإسلام، وسنة واحدة بتهمة المساس برئيس الجمهورية.