كان عشاق الرياضة الأردنية في الأسبوع الماضي على موعد مع الإنجاز والفرح، فقد أعاد منتخب السلة الى الاذهان الزمن الجميل عندما حلق في القاهرة بكأس العرب للمرة الاولى في تاريخه بعد ان تخطى منتخب مصر القوي في عقر داره وامام جماهيره الكبيرة، فيما كان شباب الاردن يطبع بصمة اسيوية عندما ظفر بكأس الاتحاد الاسيوي متجاوزا الفيصلي في النهائي بعد تعادله في مباراة الاياب بهدف لهدف ليبقى اللقب اردنيا في نسخته الرابعة.

زمن السلة الجميل

ما يزال الجميع يحتفظ في مخيلته بذكريات جميلة عن كرة السلة الاردنية عندما كانت في واجهة المنتخبات العربية والاسيوية ايضا، وما تزال الذاكرة عابقة بإنجازات العمالقة مراد وهلال بركات وسمير مرقص ويوسف زغلول وغيرهم، ممن سطروا باحرف من ذهب تاريخ الانجازات الاردنية في كرة السلة.

القاهرة كانت نقطة العودة الى ذلك الزمن الجميل عندما نجح نجوم السلة الأردنية في إحراز اللقب بعد ان قدموا اداء قويا استحق الاشادة والتقدير، ووأكدوا من خلاله نجاح الخطة التي اعتمدها اتحاد السلة منذ سنوات بإدخال الاحتراف إلى العبة ما سمح بتطوير اداء اللاعبين ومستوياتهم، الى جانب التعاقد مع مدربين اكفاء، اضافة إلى آلية سليمة لاختيار اللاعبين المميزين.

المدرب البرتغالي ماريو بالما نجح في ايجاد توليفة من النجوم ابرزهم زيد عباس وانفر شوابسوغة ووسام دغلس ووزيد الخص ووايمن دعيس ووسام الصوص وعلي الدجاني.

وكان المنتخب قدم اداء مميزا منذ الدور الاول ووصل الى النهائي بعد تجاوزه المنتخب السعودي ليقابل مصر في اللقاء الختامي الذي فرض فيه المنتخب الوطني تفوقه منذ البداية، لينهي اللقاء لمصلحته بواقع "80/69"، وليظفر بكأس العرب للمرة الاولى في تاريخه.

واللقب هو الاول للمنتخب الوطني عربيا منذ ان احرز ذهبية الدورة العربية الخامسة في المغرب العام 1985.

ويتوقع مراقبون ان يكرر المنتخب الوطني انجازه في الدورة العربية المقامة حاليا في القاهرة، خصوصا وان الفرق المشاركة هي ذاتها من شاركت في كأس العرب .

شباب الأردن وبصمة آسيوية

يستــحق شباب الاردن ان يفــاخر باللقــب الاسيــوي الاول له والــذي احرزه بعــد تخطــه الفيــصلي في نهــائي كــأس الاتحاد الاسيوي.

شباب الاردن الذي تأسس قبل نحو اربع سنوات شكل حالة استثنائية، اذ نجح في مقارعة الكبار بعد عام واحد من تأسيسه، وسطر اسمه في سجل البطولات بعد عامين فقط على مشاركته الاولى في الدوري الممتاز، وجمع الثنائية بفوزه بكأس الاردن الذي احتفظ به في العام التالي الى جانب بطولة كأس الكؤوس .

ويوم الجمعة الماضي كان شباب الاردن على موعد مع الانجاز الآسيوي، بطباعة بصمته الخاصة على كأس الاتحاد الاسيوي في اول مشاركة له في البطولة بعد ان وصل الى النهائي بفوزه على النجمة اللبناني، ومن ثم فوزه على الفيصلي في لقاء الذهاب بهدف مقابل لاشيء وتعادله في مباراة الاياب بهدف لكل منهما، وهو الهدف الذي كان كافيا لحصوله على الللقب الذي افرح عشاقه والذين يتزايدون يوميا بسبب النتائج المميزة للفريق.

شباب الاردن وبعيدا عن الانجازات الداخلية والخارجيـــة يشكـــل حالة استثنائية باختصاره الزمن والمسافة نحو تحقيق البطولات، مؤكدا بأن الإدارة الجيدة وتوفر الامكانيات تستطيع الانتقال بالفريق من انجاز إلى آخر .