العدد 14 - زووم
 

خالد ابو الخير

يتوارى الأفق في تدافعهم صوب اقرب حافلة.. جاءت كيفما اتفق، بحثا عن مقعد، إذا توفر !.

وأينما أجلت النظر، تلمح دون كبير عناء، حافلات تنفث الدخان والسخام ، تئن تحت وطأة الركاب والحمولة الزائدة والهرم وتعب المسافات.

على الموقف، ساعة العصر، كّل الركاب من انتظار لا طائل من ورائه، يتبادلون نظرات الشقاء، ويحلمون بدفء البيت ووجبة غداء تأخرت عن موعدها.

مرت حافلات كثيرة مدججة بوحل الشتاء "كونترولية" يرمقون الحشود شزراً، مباهين بأهمية وقتية مستوحاة من حاجة الناس وتطلعهم الى بلوغ مقاصدهم قبيل غروب شمس.

أحدهم .. جازف بالسير راجلا على الطريق السريع، ولسان حاله "رجليك ولا جميلة مؤسسة النقل العام". مدركا أنه على الارجح سيبلغ بيته قبل أن يحين دوره في الطابور الطويل.

مالت الشمس الى قوس المغيب. والمنغمسون في الطابور مازالوا على قارعة انتظار يشقي أرواحهم، ويستنزف ساعاتهم برتابة صاخبة.

..ينتظرون من؟

..ربما "غودو".

على قارعة انتظار حافلة
 
21-Feb-2008
 
العدد 14