العدد 14 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
حوادث السير.. إلى متى؟
ما يزال المجتمع الأردني يعيش حالة حزن عميق، وأسى بالغ أثر حادث السير المروع الذي ذهب ضحيته أكثر من عشرين مواطناً في لحظة واحدة، مثل هذه الخسارة المفجعة للأرواح تكاد تقارب خسائر معركة مدمرة. مسلسل حوادث السير لا ينتهي، وعدد الوفيات والإصابات الخطيرة يثير القلق، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا؟ والى متى؟. من أبرز الدلائل على خطورة هذه المسألة ذلك الاهتمام الذي أولاه إياها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، حيث أشار جلالته إليها في الرسالة لدولة رئيس الوزراء نادر الذهبي، كما أن اتصال جلالة الملكة المعظمة حفظها الله في اذاعة فن مع الإذاعي محمد الوكيل، للحديث عن هذه الظاهرة، يُشكل رسالة الى المواطن الأردني، وتؤكد أن القضية تشغل بال جلالتيهما، وتشكل هماً مقلقاً يفترض أن نتصدى جميعا لوقفه. ثمة أكثر من عامل مؤثر في الحادث المروري، إلا أن العوامل الرئيسية تتمثل في السائق والطريق والمركبة. ومن واجب السائق أن يراعي ظروف الطريق، وأن يولي الاهتمام للمركبة عبر متابعة اجراء الصيانة اللازمة لها، ودوره هنا يبقى الأهم في هذه المعادلة، إذ لن يستطيع أحد أن يحدَّ من حجم هذه الكارثة التي باتت ظاهرة ما لم يلتزم السائق بأخلاقيات المهنة. نعم، هناك قانون للسير، وتشتمل بعض بنوده ومواده على اجراءات رادعة، ولكن ما قيمة كل ذلك ما لم يكن هناك وازع اخلاقي، من داخل الإنسان نفسه، من وجدانه وضميره. في الوقت الذي نطالب به كل الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات الكفيلة للحد من حجم هذه الظاهرة، فإننا نناشد كل سائق، والمقصود بالسائق نحن جميعاً، أن يكون ضميره الرقيب الحقيقي أثناء قيادته للمركبة، واؤكد أننا مدعوون جميعاً للإسهام في بناء وطننا العزيز، وإن صدق الانتماء للوطن يتمثل في الحفاظ على مكتسباته، والارتقاء بأخلاقياتنا أثناء القيادة والالتزام بقواعد المرور. ألا فلنتق الله في وطننا وفي أبنائه وفي أنفسنا، وليكن كل فرد على قدر من مسؤولية الضمير. محمد فهد الرديني* * أمين عام مجلس النواب/بالإنابة |
|
|||||||||||||