العدد 14 - رزنامه
 

السجل- خاص

تتنوع التقنيات في أعمال العراقية ليلى كبة التي يتضمنها

معرضها "خطوط أفقية" المقام على دار المشرق بعمّان، فمن الكولاج إلى المعاجين التي تمنح سطوح اللوحات ملمساً يتدرج في الخشونة، مع الحفاظ على التفاصيل وإبرازها كنتوءات وتجسيمات حيوية، خصوصاً وأن الألوان المستخدَمة تميل إلى التكثيف والتراكمية عبر طبقات يعلو بعضها فوق بعض مشكّلةً أشكالاً نحتية تمنح اللوحات إدهاشاً بصرياً وعمقاً في التأثير.

تتسم لوحات كبة بالغنى الثقافي، خصوصاً تلك المستمدَّة من روح حضارة بلاد الرافدين (الحضارة السومرية تحديداً) التي عبّرت عنها تلك الإشراقة المبهرة التي عكستها بقوة أعمالُ الفنانة التي بدت شديدة العناية بالإرث الحضاري للماضي وأمكنته مع مراعاة عصرنته، ففي خلفيات اللوحات أقواسٌ لأبواب وشبابيك تذكّر بالحضارات القديمة، غير أنها تبدو في اللوحات أقل صرامة ودقة في البناء المعماري.

تقوم أعمال كبة على ضربات فرشاة واقعية تشير إلى عين لاقطة لمرموزات العالم العربي وحضارته القديمة، وحتى في تناولها للمرأة حافظت كبة على أن تجعل من "المرأة" رمزاً ونموذجاً فريداً ومميزاً يسائل الذات في تعلقها بالحياة والكائنات والموجودات المحيطة بها..

ورغم تعدد التقنيات المستخدمة في اللوحات، إلا أنها جميعاً تشترك في التعبير عن معاني الأمل والحب والسلام ودلالات المرأة/الأنثى التي زُخرفت بالنباتات والورود المتناثرة على لباسها وفي محيطها بألوان استُمدت، بشكل أساسي، من ألوان التراب، خصوصاً الأحمر القاني، والرمادي الداكن، والبني المحترق، والأخضر، والأرجواني، التي تتضادّ مع ألوان أخرى من الأصفر الشاحب والبرتقالي مع خطوط باللون الأسود توشّحت بها بعضُ مفردات اللوحة، لكنها لا تعكس قتامةً في الرؤية بقدر ما تعكس أملاً بغد أجمل.

ولدت كبّة في العمارة بالعراق. أكملت دراستها الفنّية في معهد الفنون والعمارة ببريطانيا، ونالت درجة الدبلوم الوطني للفنون والتصاميم. تابعت دراسة الفن في كلّية كوركوران بواشنطن ودي سي في الولايات المتّحدة، وأقامت عدداً من المعارض الشخصية، وشاركت في معارض جماعية في دول عدّة.

لوحات العراقية ليلى كبة.. استلهام حضارة الرافدين
 
21-Feb-2008
 
العدد 14