العدد 1 - أردني
 

يستبعد محلّلون سياسيون أن تفضي زيارة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الاثنين الماضي إلى «فتح صفحة جديدة» في العلاقات بين عمّان والدوحة، لكنهم لم يستبعدوا مساهمتها في كسر الجليد الذي يغلّف العلاقات الثنائية منذ أشهر.

على هامش الزيارة، المخصصة للمشاركة بمؤتمر دولي عن المرأة، استقبل الملك عبد الله الثاني الشيخ حمد ضمن إجراء بروتوكولي.

الملك وجّه الحكومة بعد اللقاء «للعمل مع الحكومة القطرية للبحث في الإجراءات التي من شأنها تعزيز وتوثيق التعاون بين البلدين»، بحسب بيان رسمي. الناطــــق باسم الحكومة ناصر جودة وظّف الديبلوماسية حين أكد في مؤتمره الأسبوعي على «متانة» العلاقة بين قيادتي البلدين.

تصدّى الشيخ حمد للهجمة الديبلوماسية بهجوم معاكس من نفس العيار أكد فيه حرص قطر «على تطوير وتمتين علاقاتها مع الأر دن في مختلف الجوانب».

اكتفى مصدر في الديوان الملكي بوصف الاجتماع الثنائي بأنه «تحرك إيجابي وخطوة على طريق تعزيز العلاقات» المتوترة منذ أشهر.

محـــادثات عبد الله الثاني-حمد هي الأولى على هذا المســتوى منذ أوائل العام الحالي حيــن زار الشيخ حـــمد عمّان قبـــل أن ينكفـــئ التواصل الســـياسي إلى شبه انقطاع. لم يأت رئيس وزراء قطر إلى عمّان في زيارة رسمية وإنما للمشاركة في أعمال مؤتمر حول «المرأة العربية وآفاق المستقبل» من تنظيم «مننتدى الفكر العربي» برئاسة ولي عهد الأردن الأسبق الأمير الحسن بن طلال. يشارك في هذا المؤتمر 90 شخصية عربية ودولية، بحسب المنظمين. ولم يتسن معرفة الطرف الذي طلب عقد لقاء الملك والشيخ حمد، إذ اكتفت مصادر رسمية بالإشارة إلى أن التــرتيبات «البروتوكولية» جرت من خلال سفارتي البلدين، في ضوء مشــاركة رئيس وزراء قطر في مؤتمر المرأة.

يأتي الاجتماع بعد سبعة أشهر من إقدام السلطات الأردنية على مصادرة شريط فيديو يحوي مقابلة صحافية أجرتها مع الأمير الحسن بن طلال قناة الجزيرة الفضائية، التي تبث من الدوحة.

في ذلك الوقت اتهم مسؤولون أردنيون قطر بمحاولة تضخيم تصريحات للأمير الحسن حول العربية السعودية - كبرى الدول المانحة لخزينة الأردن- والتي تمر علاقاتها بشبه قطيعة سياسية مع قطر، جارتها الصغيرة في مجلس التعاون الخليجي.

منذ مطلع العقد الحالي، مرّت العلاقات الأردنية-القطرية بأزمات متواترة، كانت أشدها في آب/أغسطس 2002 حين سحب الأردن سفيره في الدوحة لمدة أربعة أشهر. استدعي السفير عمر العمد، آنذاك، بعد أن بثت قناة الجزيرة برنامجا وصفه الأردن بأنه يسيء للقيادة والعائلة الهاشمية.

تفاقمت العلاقة بين البلدين بعد أن أنزلت محكمة قطرية حكما بالإعدام بحق صحافي أردني عقب إدانته بالتجسس.

إلا أن ترطيب أجواء مرحلي أفضى إلى عفو أميري عن فراس المجالي الذي عاد إلى عمّان على نفسها الطائرة الملكية في ختام زيارة قام بها الملك عبد الله الثاني إلى الدوحة أواخر 2004 .

أول لقاء بين الملك ومسؤول قطري –
 
08-Nov-2007
 
العدد 1