العدد 4 - أربعة أسابيع | ||||||||||||||
شهدت الشهور الأخيرة تفاقم أزمة جماعة الإخوان المسلمين، التي كادت تعصف بوحدتها ومستقبلها، بعد حالة شد وجذب بين تيارَي الحمائم والصقور، فيما تسعى الجماعة للتوصل إلى حل جذري، يحافظ على هويتها، ويحدد علاقتها بحركة المقاومة الإسلامية حماس. الحل التوافقي المعهود لإنهاء الأزمات في بيت الحركة الإسلامية، يبدو أنه يتجه نحو طريق مسدودة، بعد الإعلان عن استقالات جماعية تشمل التيارَين المتنازعَين. موضوع المكاتب الإدارية وازدواجية العلاقة بين التنظيمين الأردني والفلسطيني، هو الذي أشعل فتيل الأزمة الإخوانية الداخلية، تبعه تسريب تقرير سياسي لمجلس شورى الإخوان وُصف باشتماله على خطاب غير مسبوق في لغة الجماعة، وصولاً إلى استقالات جماعية، من أبرزها استقالة عضو مجلس الشورى ارحيل غرايبة، عشية حل المكتب السياسي الذي كان يرأسه. وقد برزت تخوفات مشوبة بحذر من شكل الحركة الإسلامية في المستقبل، ومن حدوث شرخ كبير في صفوفها، بعد اشتداد الأزمة. رئيس مجلس الشورى في الجماعة عبد اللطيف عربيات، يقول إن التوافق هو سيد الموقف داخل الحركة الإسلامية مهما كانت هناك اختلافات وتباينات في وجهات النظر بين أعضاء الحركة. وهو يرى أن عدم التوافق يجري تضخيمه وتعقيد الأمور، داعياً إلى «تجاوز القضايا الصغيرة، وتصغير الخلافات الكبيرة». القيادي الإسلامي الذي انشق عن الجماعة بسام العموش، يصف حال «الإخوان» في هذه المرحلة، بقوله إنهم «على مفترق طرق»، بخاصة أن القضية المختلف عليها «مفصلية»، في إشارة إلى العلاقة مع حماس. العموش لا يستبعد أن تتطور الاستقالات وتصل إلى مرحلة الانشقاق في صفوف الجماعة، لكنه يستدرك أن هذا سيكون «انشقاقاً محدوداً ومقتصراً على أشخاص معينين». بدوره، يؤكد عضو مجلس الشورى في الجماعة، أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي السابق زكي بني إرشيد، أن الحركة الإسلامية في الأردن «قادرة على تقديم مفاجأة إيجابية»، وأن الأزمة الأخيرة «في طريقها إلى الحل». يستبعد بني إرشيد وجود أي أفق لما يجري تداوله عن شرخ متوقَّع أو انشقاق في صفوف الجماعة، معتقداً أن شكل الحركة الإسلامية في المستقبل «لن يتغير»، وأن الأزمة الأخيرة «ليست الأولى التي تتجاوزها الحركة، وربما كانت أبسط من أزمات سابقة». التنازع بين التيارَين برزَ بشكل واضح في خطابَيهما في بيت العزاء بوفاة والد خالد مشعل. وقد شدد مشعل بدوره على رفض حركة حماس فكرةَ الوطن البديل، وأي علاقة سياسية مع الأردن تؤثر في الحقوق الفلسطينية في الأراضي المحتلة العام 1967، وأكد أن حماس «ترفض الاتكاء على هذه العلاقة، لتمرير أي حلول تصفوية للقضية الفلسطينية على حساب الأردن». |
|
|||||||||||||