العدد 2 - ... ودقّة على المسمار | ||||||||||||||
العبارة التي تقول: «على قَدْ لحافك مدْ رجليك» تفترض أن تكون الرجْلان أطول من اللحاف، أو أن اللحاف أقصر منهما - بحسب مدخل النقاش الذي تريده - كما تفترض أن هناك سعياً عند كلٍّ منا لأن يمد رجليه خارج لحافه، وأنه راغب في ذلك. لا يلتفت مرددو هذه العبارة إلى أن طول الرجلين ثابت، بينما طول اللحاف متغير، وتطويل اللحاف ممكن، بعكس تطويل الرجْلين الذي لا يتم إلا عبر الجراحة العظمية المعقدة، ثم إن الوضع الدارج عن البشر، في غالب الأحيان، أن يقوم الواحد منهم بكف رجْليه، بحيث يبدو وكأن اللحاف لا يكفي، أو كأن صاحبه يخشى مدّ رجْليه! في كثير من الحالات يُستحسن أن تصبح العبارة كالتالي: «مدْ رجْليك، فهناك متسع في اللحاف»، أو: «أطِل لحافك، لأنه لا يتناسب مع طول رجْليك».. وعلى سيرة الرجلين الرجْل عضو مهم في الجسد، ولذا وُضعت بالتساوي مع «شمة الهواء»، أي مع عنصر الحياة الرئيسي في القول الشهير: «الحمد لله على شمة الهواء والمشي على الرجْلين»، وقُدمت بذلك على العينين والأذنين، وحتى على الأنف والفم، رغم ضرورة هذه الأعضاء للبصر والسمع والتنفس والتغذية على التوالي. محط رجْل واللافت أن الانسان في أرذل العمر، لا يتمنى، بالدرجة الأولى، سوى أن يستمر واقفاً على رجْليه، بينما يكون في ما سبق ذلك حريصاً على الإكثار من وضعية «رجْل على رجْل». وفي الحياة بعامة، عندما تجد لنفسك «محطَّ رجل»، فهذا يعني أنك حققت مكاناً ومكانة، وإذا أردتَ أن تقدم على أمرٍ ما بثقة، فعليك أن تأتيه «على رجْل ثابتة»، ولكنك بعد أن تتيقن من ثبات رجْليك قد يُقال عنك: «رِجْله سَلْكت». لكن، إذا غضبت من شخص ولم تعد راغباً في استمرار العلاقة معه، فعليك أن «تقطع رجْله» عنك، وعليك أن تتذكر دوماً أن الحد الأدنى من شروط العيش الكريم، أن لا تقبل «العيشة بين الرجْلين». |
|
|||||||||||||