العدد 2 - رياضي
 

فرضَ منتخب الولايات المتحدة الأميركية محبته على الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم، بعد عروضه المثيرة في بطولة كأس القارات التي أُطلق عليها «بطولة المفاجآت»، رغم أن كثيرين من هؤلاء يمتعضون من سياسة أميركا، ويستهجنون مواقفها تجاه قضاياهم.

الأميركان شاركوا في البطولة التي نظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم في جنوب إفريقيا خلال حزيران/يونيو الفائت، لتكون «بروفة» لنهائيات كأس العالم التي ستقام في البلد نفسه العام المقبل.

وقد شاع اعتقادٌ بأن أبناء العم سام سيخرجون من الدور الأول من البطولة، فمنتخبهم بلا تاريخ يُذكر، لذا ستتمزق شباك مرماهم بأهداف كثيرة يسجلها أبرز نجوم الكرة، وفي مقدمتهم لاعبو المنتخبات الثلاثة الكبار: البرازيل، حاملة لقب بطولة العالم خمس مرات؛ وإيطاليا، التي تحمل بطولة العالم؛ وإسبانيا، بطل أمم أوروبا 2008؛ إضافة لمنتخب مصر، بطل إفريقيا الذي لديه دوري يضم فرقاً عريقة؛ ومنتخب العراق، بطل آسيا؛ ومنتخب جنوب إفريقيا، صاحب الأرض والجمهور؛ ومنتخب نيوزيلندا.

بدأ سيناريو البطولة بخسارة الأميركان أمام الطليان 1/3، وهذه نتيجة متوقَّعة، ثم لعب الأميركان أمام منتخب السامبا البرازيلية، وخسروا بثلاثية نظيفة، وهذه أيضاً نتيجة متوقَّعة للأميركان الذين تأتي لعبة كرة القدم في المرتبة الثالثة من حيث الشعبية عندهم بعد كرة القدم الأميركية وكرة السلة.

الأميركان يفاجئون العالم

كانت بداية الانقلاب بعد خسارتين ثقيلتين للأميركان، في لقائهم الثالث والأخير بالدور الأول، مع أبناء النيل، حيث صبّت الترشيحات لصالح أبناء المدرب المصري حسن شحاتة الذي يُطلق عليه لقب «المعلم»، وكانت مصر فاجأت العالم بالبطولة بتقديمها عرضاً سحرت فيه البرازيليين بعد تعادل المنتخبين 3/ 3 قبل نهاية المباراة، لكن ضربة الجزاء التي احتُسبت في الوقت الضائع من المباراة شفعت للبرازيل بالفوز 4/3، في مباراة سجل فيها زيدان المصري هدفين، وحققت مصر مفاجأة أخرى من العيار الثقيل بفوزها على الطليان 1/0.

كل ذلك كان قبل لقاء الأميركان، الذين مُنيوا بنصف دزينة من الأهداف في مباراتين سابقتين، ما جعل المصريين يعتقدون أن طريقهم أصبحت سالكة بسهولة للعبور نحو الدور الثاني في البطولة، بعد عرضين كبيرين لهم.

الانقلاب

كان المنتخب المصري بحاجة إلى التعادل أو الخسارة بهدف أو اثنين ليتأهل للدور الثاني، بعد خسارة الطليان أمام البرازيليين الذين قدموا هدية للفراعنة كان من المأمول أن يقدّروها.

لكن، كان للأميركان وجهة نظر أخرى عندما قاموا بإعلان الانقلاب في عالم كرة القدم، ودكّوا شباك عصام الحضري حارس المصريين بأهداف ثلاثة، عبر ثلاثة صواريخ موجهة مزقت شباك المصريين وأذهلتهم وأخرجتهم من البطولة، ليتأهل الأميركان إلى الدور الثاني بشكل لم يتوقعه أحد، حتى إن بعض اللاعبين الأميركان كانوا جهزوا حقائبهم للعودة إلى بلادهم بعد المباراة.

وفي نصف النهائي تابع الأميركان عروضهم المذهلة، عندما لعبوا أمام الماتادور الإسباني، ودخلت إسبانيا المباراة بعلامة كاملة، 9 نقاط، من ثلاثة انتصارات على منتخبات نيوزيلندا والعراق وجنوب إفريقيا.

أطلق الأميركان صاروخين مزقا فيهما شباك «إيكر كاسياس»، الحارس الإسباني وحارس فريق ريال مدريد وأفضل حارس بالعالم، ليخرج الماتادور الإسباني خاسراً ومذهولاً وهو صاحب الرقم القياسي العالمي بالفوز في 15 مباراة متتالية، وبذلك حَرَم المنتخب الأميركي الإسبانَ من مواصلة تحقيق الأرقام القياسية، لينتقل أبناء العم سام إلى المباراة النهائية.

لوسيو يستعين بالدرع الصاروخي

وجاء اللقاء النهائي الذي جمع المنتخب الأميركي مع منتخب السحرة البرازيليين. كانت البرازيل تطمح عبر هذه المباراة تأكيد فوزها على الأميركان في الدور الأول بثلاثية، بينما تريدها أميركا مباراة ثأرية لخسارتها القاسية. وكان هناك ما يشبه اليقين بأن كاكا وروبينيو ولوسيو، أبرز نجوم منتخب البرازيل، لن يجدوا صعوبة بإيداع كمية من الأهداف، والفوز باللقب، لكن الأميركان واصلوا هجماتهم، وأطلقوا صاروخين اخترقا شباك المنتخب البرازيلي، وكانت نهاية الشوط الأول لمصلحة الأميركان بهدفين نظيفين.

وانتظر عشاق الكرة البرازيلية خمس عشرة دقيقة، مدة الاستراحة بين شوطي المباراة، ليعرفوا: هل يواصل الأميركان مشوارهم نحو نيل اللقب، أم يضع البرازيليون حداً لطموحات الأميركان؟

البرازيل تلجأ إلى السحر

لم يكن أمام البرازيل سوى اللجوء إلى السحر لفك العقدة الأميركية، عندما انتفض البرازيليون في الشوط الثاني، وأثبتوا أنهم سادة العالم في كرة القدم، بعد توجيهات مدربهم دونغا، وسجلوا هدفَي التعادل، ليأتي قائدهم لوسيو قبل نهاية المباراة، ويفجر كرة رأسية في الشباك الأميركية، وبذلك احتفظت البرازيل بلقبها بطلةً لكأس القارات، فيما ارتضى الأميركان بمركز الوصيف، وهو أبرز إنجاز لهم في تاريخهم الكروي، نقلهم للمركز الثاني عشر بالتصنيف العالمي الذي يُصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، ونقل منتخب البرازيل للصدارة التي احتلها الإسبان لمدة عام.

في نهاية المباراة النهائية، تُوِّجَ الحارس الأميركي «هوارد» بكأس أفضل حارس بالبطولة، وهو الذي ذاد عن شباكه ببسالة، فيما تُوِّجَ كاكا بلقب أفضل لاعب.

نتائج طيبة في بطولة كأس القارات - المنتخَب الأميركي: نال إعجاب خصوم بلاده
 
01-Aug-2009
 
العدد 2