العدد 2 - نبض البلد | ||||||||||||||
في قرية اليزيدية، قريباً من مدينة السلط، تجمّع حشدٌ من الناس حول لوحات عُرضت في قاعات المدرسة الأساسية وساحاتها، بينما راح أطفال بلغ عددهم نحو 200 طفل يتدربون على الرسم والتلوين ضمن فضاء مفتوح أتاح لهم رسمَ ما يعنّ على خيالهم، بإشرافٍ مباشر من فنانين أردنيين، عرّفوهم بمواد الفن، وقواعد الرسم البسيطة، وكيفية مزج الألوان بعضها ببعض. مدرسة اليزيدية التي تحولت إلى خلية نحل، شهدت انطلاق فعاليات «المتحف المتنقل» في 20 أيار/ مايو 2009، الذي ينظمه المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، ضمن مبادرة تعدّ الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، بحسب ما أكد مدير المتحف الوطني خالد خريس لـ«ے»، مشيراً إلى أن هذا المشروع «يهدف إلى تعريف المجتمع في الأطراف وفي الأماكن النائية، بالمجموعة الخاصة للمتحف»، التي تشتمل على فنون تشكيلية معاصرة من الأردن والعالمين العربي والإسلامي والدول النامية، إضافة إلى عقد ورش عمل متنوعة، بما يسهم في نشر الثقافة التشكيلية بين الناس في محافظات المملكة ومدنها وقراها. الحياة التي دبّت في عروق تلك المدرسة، واصلت نبضَها في مدارس أخرى في قريتَي عيمة بالطفيلة، ورحابا بإربد، إلى جانب معان والمفرق والأزرق وعجلون ومادبا والعقبة. وقد تنوعت اللوحات المعروضة، وأماكن العرض وورش العمل، مع التركيز على إشراك أكبر عدد من السكان في الفعاليات التي تستمر ليوم واحد في كل منطقة. «بدا كلُّ إنسان تابَعنا في جولاتنا مشروعَ فنان»، يقول الفنان سهيل بقاعين، المشرف على فعاليات المتحف، لافتاً إلى أن المشروع يحاول «إخراج اللوحة من قمقمها إلى العالم الرحب»، وتعريف الناس على عالم الألوان، وتقنيات الفن وأشكاله. «الناس يحبون الفن»، يقول بقاعين من واقع تجربته، مضيفاً لـ«ے» أن هذا ما تؤكده الأعداد الكبيرة من الجمهور «المتعطش» لمشاهدة اللوحات والتعامل مع الألوان. بقاعين يبدي عدم رضاه عن غياب الثقافة الفنية والتدريب البصري عن معظم المدارس في البلاد، وبشكل خاص في القرى والأماكن النائية، حيث حصة الفن المقررة ضمن منهاج التعليم المدرسي، لا تعدو كونها أكثر من حصة «فراغ»، أو على الأكثر حصة يمكن أن يدْرس الطالب فيها أيَّ مادة «ما عدا مادة الفن». من جهته، يرى خريس أن المتحف المتنقل «لن يؤتي أُكُلَه» قبل مرور سنوات من العمل الدؤوب، وأنه مشروع يتخذ صفة الاستمرارية، وهو قابل للتطوير واستقطاب الأفكار الخلاّقة وتطبيقها على أرض الواقع. وهذا ما يذهب إليه بقاعين، أيضاً، مشدداً على أهمية تغطية أكبر عدد ممكن من المناطق الجغرافية، وزيارة المراكز الشبابية والمؤسسات الاجتماعية فيها. يأمل القائمون على المشروع الذي تدعمه وزارتا الثقافة والتخطيط، أن تتوسع فكرته ليصبح شبيهاً بـ«المهرجان»، حيث تُعرض الأفلام إلى جانب الأعمال الفنية، وتُعقد محاضرات وندوات متخصصة بالفنون، مع زيادة مدة الفعاليات بحيث تصبح أكثر من يوم، ودعوة فنانين للمشاركة في الفعاليات والالتقاء مع الناس، بما يسوّق للفنان ويبرز إبداعاته. |
|
|||||||||||||