العدد 2 - نبض البلد | ||||||||||||||
مثّل مهرجان الربيع السنوي الأول للحرف والصناعات التقليدية، فرصة لترويج المنتج التراثي الأردني، وتعزيز حضوره لمواجهة قيم الاستهلاك التي شاعت جرّاء الانفتاح على السوق العالمية. لكن المهرجان الذي نظمته الرابطة الأردنية للحرف والفنون الشعبية، في حدائق الحسين، 28 حزيران/يونيو – 4 تموز/يوليو 2009، يبدو «غير كافٍ لدعم هذا القطاع»، وفقاً لما صرّح به لـ«ے»، رئيس الرابطة لؤي السعيد، مستعرضاً العقبات التي يواجهها الحرفيون الأردنيون الذين «يطمحون إلى إنشاء سوق خاصة بهم، على غرار سوق الحرير في دمشق، وخان الخليلي في مصر، وباب العمود في القدس». «المسؤولون لا يدركون أهمية هذا القطاع»، يقول السعيد، الذي يقرّ بضعف الترويج للمنتج التراثي المحلي، وعدم قدرة هذا المنتج على منافسة المنتجات المستوردة، من حيث السعر. يُضاف إلى ذلك «فرض الضرائب الجمركية على المادة الخام التي يستخدمها الحرفيون عند استيرادها من الخارج». المهرجان الذي أقيم بدعم ورعاية من وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى ووزارة التخطيط وصندوق التنمية والتشغيل وعدد من المؤسسات، كان اللافت فيه الحضور الكبير لقطع أنجزتها نساء حرفيات، بما يؤكد المشاركة الفاعلة للمرأة في هذا القطاع، لأسباب تتعلق بطبيعة المهنة التي يمكن أن تمارسها المرأة داخل منزلها، وقتَ ما تشاء. تنوعت المعروضات التي احتضنتها السوق، لتشمل المطرزات التي تكشف تنوع الزي التراثي المرتبط ببيئته الجغرافية، وقطع إكسسوارات المنزل، مثل الشراشف وأغطية السفرة، ومشغولات الخزف والنحاس، والرسم بالرمل الملون داخل الزجاج، والزخرفة والرسم على الزجاج، وقطع الزينة المصنوعة من خشب الزيتون والقش والعظم، والخناجر المزخرفة والبُسط التي تميزت بالنقوش المستلهمة من رموز وأيقونات تعود لحقب تاريخية مختلفة، منذ الكنعانيين حتى اليوم. شهد المهرجان تكريم نحو ستين حرفياً من جانب مدير عام صندوق التنمية والتشغيل علي الغزاوي، الذي قدّم للرابطة منحة لتأسيس وحدة تسويق إلكترونية تساهم في دعم الحرفيين وتمويل مشاريعهم. «ے» التقت مجموعة من زائري السوق، لفتوا إلى ما تشكله هذه الصناعات من حضور في الوجدان الجمعي، ودعوا أن يقام المهرجان بشكل دوري ومنتظم، بهدف الترويج السياحي والتعريف بالفلكلور. أم صلاح، ستينية اصطحبت أفراد عائلتها لمشاهدة هذه التظاهرة الجمالية، قالت: «سمعنا عن السوق من أقارب لنا، فقررنا زيارتها، لأنها قد لا تقام إلا مرة واحدة في السنة»، فيما أكد مراد خليل، أردني يعمل في الخليج، أن هذه «فرصة» ليصطحب عائلته في جولة «تراثية»، ولابتياع قطع تذكارية ترافقه في السفر. |
|
|||||||||||||