في سابقة هي الأولى من نوعها، وقّع 140 طفلاً يمثلون 16 دولة عربية وأجنبية، على مبادرة غلوبل زيرو الداعية لإزالة الأسلحة النووية من العالم.

جاء ذلك في ختام مؤتمر الأطفال العرب الدولي التاسع والعشرين الذي عُقد في عمّان، ورعته الملكة نور الحسين، إحدى الشخصيات العالمية المئة التي صاغت المبادرة. وسيصار إلى رفع توقيعات الأطفال إلى منظمة اليونيسيف وهيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، بحسب ما أكدت مديرة المؤتمر لينا التل.

المؤتمر الذي عُقد خلال الفترة 5 – 11 تموز/يوليو 2009، ركز على الانتقال من مربع التوعية بحقوق الطفل، إلى المطالبة باتخاذ العقوبات الرادعة تجاه المسيئين للطفولة، في السلم والحرب، وسواء أكانت الإساءة جسدية أم نفسية.

«الحق في الحماية مسؤولية مَنْ؟»، سؤال أثاره المؤتمر، واتخذه شعاراً له، في ظل تزايد حالات العنف ضد الأطفال، بخاصة في دول العالم النامية، في محاولة للخروج بتدابير خاصة توائم بين التشريعات المحلية والبرامج المعتمدة على أرض الواقع، وبين الاتفاقات الدولية لحقوق الطفل.

عكس المؤتمر بمجمله، الضرورة الملحّة لوضع قوانين وبرامج تترجم الاتفاقيات المخطوطة على الورق إلى إجراءات عملية تكفل الحماية للطفل. الدور في ذلك لا يقتصر على المنظمات الحكومية حسْب، بل على المجتمع أيضاً، في الأسرة والمدرسة والمؤسسات المكرسة لخدمة الطفل، لتكون الإجابة المفترضة عن شعار المؤتمر: «مسؤولية الجميع».

إلى ذلك، أوصى الأطفال المشاركون بضرورة الضغط على جميع الدول لوضع قوانين وأنظمة تحمي الأطفال من أشكال العنف المختلفة، واستخدام طاقة نظيفة ومتجددة لتشغيل المعدات والآليات، وضرورة زراعة الأشجار وتقليل عدد المصانع وإبعادها عن المراكز التعليمية.

المؤتمر نظمه المركز الوطني للثقافة والفنون الأدائية التابع لمؤسسة الملك الحسين، وهو تقليد سنوي راسخ، بحسب التل التي تؤكد أن المؤتمر يعكس من خلال أنشطته وفعالياته أصالة الروابط القومية والثقافية والتاريخية المشتركة التي تجمع الأطفال تحت مظلتها، وتمكّنهم من التواصل والانفتاح على الثقافات العالمية.

كانت الملكة نور كرّمت خلال المؤتمر، ضيوفَ الشرف ومبدعين أردنيين قادوا مبادرات تطوعية في تطوير مجتمعاتهم المحلية وتنميتها.

فورَ بدء العرض، أطبق صمت على أجواء القاعة، وحدّق الجمهور بالشاشة، حيثُ أطلّ أطفالٌ لا يتجاوز أكبرهم الثامنة؛ أحدهم يجمع أكثر من عشرين رقماً مكتوباً على ورقة بأقل من ستين ثانية، وآخر تتلو عليه معلمته الأرقام بسرعة كبيرة، فيتلقاها ويجمعها ويخرج النتيجة النهائية فور انتهاء المعلمة من القراءة، وثالث في السادسة يقرأ أرقاماً كُتبت بخط صغير على الورقة، ويحفظها مجردَ أن يلمحها.

لم يصدّق كثيرون ما تراه أعينهم في العرض البصري الذي رافق الطاولة المستديرة التي نظمتها في 8 تموز/يوليو 2009، شركة يو سي ماس UCMAS- Universal Concept of Mental Arithmetic System، وقدمها مدير الشركة في الأردن معتز عازر، للتعريف ببرنامجها القائم على «تحفيز النشاط الدماغي للأطفال ما بين الرابعة والثانية عشرة، بشكل مميز»، بخاصة في النصف الأيمن من الدماغ باستخدام الحساب الذهني الذي يقوم الدماغ البشري بأدائه منفرداً دون استخدام وسائل غير الذهن.

عازر أوضح أن تدريب الأطفال يبدأ من خلال الأباكس، وهو العدّاد التقليدي المصنوع من الخرز، حيث يتم التركيز على التعليم عبر اللمس والحركة، ومن ثم يتعلم الأطفال مبادئ الحساب، وبعد إتقان هذه المهارة، يُدرَّب الأطفال على ترك الأباكس الملموسة، وتخيُّل أخرى في الذهن وإجراء الحسابات عليها، ما يساهم في تحفيز مهارات: التخيل والتصور والذاكرة والملاحظة والاستماع والتركيز.

مسائل كثيرة أثيرت ونوقشت في عصف ذهني حول جدوى البرنامج، وأهمية تبنّيه في المناهج التربوية بالمدارس إذا كان يحقق هذه الفوائد الكبيرة بتكلفة لا تتجاوز ثمن العداد، والعلاقة بين السرعة في حل المسائل الرياضية وعبقرية الطفل، ومدى فاعلية البرنامج في رسم مستقبل الطفل بعد إكمال الدورات التدريبية التي قد تمتد لثلاث سنوات.

وأكد عازر أن دولاً عدّة تبنت تطبيق البرنامج بوصفه منهاجاً للدارسة، وأن الأردن بصدد الانضمام لتلك الدول، لكن العقبة تكمن في قلّة عدد المدربين. وأضاف أن العمليات الحسابية وسيلة لقياس مدى التطور الذي أحرزه الطفل في مهارات متنوعة منها: التركيز، الملاحظة والاستماع، التخيل والتصور، الذاكرة الفوتوغرافية، السرعة والدقة، والإبداع. مشيراً إلى أن أهمية متابعة التدريب الذاتي بعد انتهاء البرنامج، وإلا فإن الطفل سينسى كلَّ أو بعض ما تعلّمه.

مهتمون ومشاركون في البرنامج، أكدوا لـ«ے» أهميةَ البرنامج بوصفه أداة لتطوير القدرات العقلية للأطفال. جاء ذلك خلال المسابقة التي نظمتها الشركة في النادي الأرثوذكسي بعمّان، في 18 تموز/يوليو 2009، وحضرها مدير البرنامج في العالم، ومؤسسه، دينو ونغ.

أظهرت المسابقة ما يتمتع به الأطفال من مهارات أقل ما توصف به أنها «مدهشة»، وكشفت أن البرنامج يسهم في تطوير مهارات العقل.