العدد 2 - إبداع
 

أطلّت النجمة الفرنسية كاترين دونوف على الجمهور الأردني، عبر مهرجان الفيلم العربي الفرنسي، الذي أسس لنفسه موطئَ قدم ثابتاً، بوصفه تظاهرة ثقافية فنية سنوية أصبح لها روّادها ومرتادوها.

استُهلّت عروض المهرجان بفيلم «بدي شوف» للمخرجين جوانا حاجي توماس وخليل جريج. وتؤدي فيه دونوف دور الشخصية الرئيسية. قبيل العرض بدقائق غصّت الصالة بالجمهور الذي جاء، لا لمشاهدة الفيلم فحسْب، وإنما لرؤية أيقونة السينما العالمية التي راهن كثيرون ممن تواجدوا في باحة مركز الحسين الثقافي، أنها لن تأتي، بينما طمأنهم إعلاميون التقوا بالنجمة خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبيل العرض، أنها وصلت عمّان بالفعل، وستحضر الافتتاح.

وصلت دونوف صالة العرض، تُكلّلُ وجهَها ابتسامةٌ رقيقة تشي بانبهارها بالحشد الذي التفّ حولها. وبكلمات بسيطة شكرت الحضور، وتبادلت مع بعضهم أطراف الكلام.

كثيرون شعروا بعد مشاهدة «بدي شوف»، أن هنالك نكهة مختلفة اكتسبها المهرجان في دورته الخامسة عشرة، بحضور البطلة، وبعرض الفيلم. لم تكن دونوف في هذا الإطار تلك النجمةَ فحسْب، وإنما غربيةٌ تناصر العرب في قضاياهم العادلة، وتدين آلة الحرب الإسرائيلية.

في المؤتمر الصحفي، بدت النجمةُ فتيةً، رغم تقدمها بالسن، قريبة من الحضور. تحدثت عن الفيلم قائلة: «حين باشرت بالمشروع، كان لبنان يشهد مرحلة حرجة في تاريخه، فبدا لي الفيلم وسيلة فعّالة لتقديم شيء من أجل هذا البلد». ولفتت إلى أنها وجدت في لبنان «شعباً لديه رغبة جامحة بالحياة».

دونوف ذهبت أبعد من ذلك، حين أكدت: «هذه التجربة بالنسبة لي، أهم من إطلاق التصريحات عندما تُطرح عليّ أسئلة عن الشرق الأوسط». وتبدّى في ردودها وإجاباتها عن الأسئلة حسٌّ إنساني نبيل ومؤثر، بخاصة وأنها قادمة من بلد يحظى بتقدير نسبة كبيرة من العرب، كما قال أحد الإعلاميين على هامش المؤتمر.

دونوف أوضحت أن رسالتها تمثل رسالة «الشعب الفرنسي الذي كثيراً ما انفتح على قضايا الشرق الأوسط»، وأضافت: «لا يمكن أن يغفل المرء حقيقة مرة، تمثّلها حياة الفلسطينيين في المخيمات. أشعر بالأسى إزاء أوضاعهم المزرية، لذا لا بد أن أتحدث عنهم أينما حللت، انتصاراً لقضيتهم».

تتجول دونوف في «بدي شوف» مع الفنان ربيع مروة في قرى جنوب لبنان بعد مرور عام على الحرب على لبنان صيف 2006، يرويان بارتجالٍ ما يتداعى في ذاكرتيهما عن الحروب، بينما تركز كاميرا الفيلم على وجه دونوف الذي طغى عليه حزن شفيف، وعلى ملامحها التي علتها الدهشة، وهي تتأمل حجم الدمار حولها مشعلةً السيجارة تلو الأخرى، ما أحدثَ كبيرَ الأثر في نفوس مشاهدي الفيلم، بخاصة أنها ليست المرة الأولى التي تتناول فيها دونوف قضايا إنسانية في بقاع الأرض.

عرضَ المهرجان أحدث ما أنجزته السينما العربية من أفلام روائية وتسجيلية، نال معظمها جوائز عربية ودولية، ورصدت التناقضات التي يعيشها الإنسان العربي في ظل دوامة من الحروب أشعلتها السياسة الأميركية - الإسرائيلية في الشرق الأوسط، وضعف الحكومات العربية وغياب الرؤية المستقبلية لها.

عُقد المهرجان خلال الفترة من 1 إلى 9 تموز/يوليو 2009، وافتتحته الأميرة ريم علي، بحضور السفير الفرنسي بعمّان دوني غويير، ومدير مؤسسة شومان ثابت الطاهر، ومدير احتفالية مئوية عمان خالد برقان.

احتفى المهرجان الذي نظمته السفارة الفرنسية بعمّان، بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام وأمانة عمان الكبرى ومؤسسة عبد الحميد شومان، بتجربة المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، فأعاد عرض رائعتيه السينمائيتين: «الأرض» و«القاهرة منوّرة بأهلها».

وفي ختامه، أُعلن عن نتائج المسابقة التي خُصصت للأفلام الأردنية القصيرة، التي تتنوع بين الدرامي والتسجيلي والتجريبي، ومدة كل منها 15 دقيقة، إذ فاز الفيلمان: «كعب عالي» للمخرج فادي حداد، و«رب البيت» للمخرج أنس بلعاوي.

النجمة دونوف تطلّ على الجمهور الأردني بـ«بدّي شوف»
 
01-Aug-2009
 
العدد 2