العدد 2 - إبداع
 

«أعداء الشعب» Public Enemies هو الفيلم الروائي العاشر للمخرج والمنتج والكاتب والمصور السينمائي مايكل مان، أحد أبرز المخرجين الأميركيين المعاصرين، الذي قدم أفلاماً متميزة منها: «آخر الموهيكانز» 1992، «حرارة» 1995، «المطّلع» 1999، «علي» 2001، و«شرطة ميامي» 2006.

يستند سيناريو الفيلم إلى كتاب للمؤلف بريان بورو، واشترك في إنجاز السيناريو الكاتبان السينمائيان رونان بينيت وآن بايدرمان مع المخرج مايكل مان. قصة الفيلم مبنية على أحداث حقيقية وقعت أوائل ثلاثينيات القرن الماضي في مدينة شيكاغو، في ذروة فترة الكساد الاقتصادي في الولايات المتحدة، التي انتشرت فيها سطوة العصابات، وتفشت الجريمة.

الشخصيات الرئيسة في فيلم «أعداء الشعب» هم: جون ديلينجر (الممثل جوني ديب)، أشهر مجرم تخصص في السطو على البنوك عرفته الولايات المتحدة حينئذ، وأفراد عصابته، وعلى رأسهم بيبي فيس نيلسون (الممثل ستيفين جراهام)، وهو أحد عتاة المجرمين، وبيلي فريشيت (الممثلة الفرنسية ماريون كوتيلارد) صديقة جون ديلينجر. وهناك على الجانب الآخر ميلفين بيرفيس (الممثل البريطاني كريستيان بيل) مدير فرع مكتب التحقيقات الفيدرالي في شيكاغو المكلف بمطاردة ديلينجر وعصابته، ومدير المكتب في العاصمة واشنطن جي. إدجار هوفر (الممثل بيلي كرادوب).

تتركز أحداث الفيلم على فترة الشهور الثلاثة عشر الأخيرة من حياة جون ديلينجر، الواقعة بين خروجه من السجن ومصرعه على أيدي عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في العام 1934 حين كان في الحادية والثلاثين من عمره.

يبدأ «أعداء الشعب» بمشهد مثير يُنفِّذ خلاله جون ديلينجر بنجاح، عملية هروب أعضاء عصابته من سجن فيدرالي بعد فترة قصيرة من إطلاق سراحه من سجن قضى فيه تسع سنوات. وقدّم المخرج مايكل مان قصتين متزامنتين ومتداخلتين، تتعلق الأولى بجرائم عصابة جون ديلينجر المتخصصة بالسطو على البنوك ومواجهاتها المسلحة مع عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، وتتعلق الثانية بنشاط عملاء هذا المكتب في مرحلته التأسيسية مع التركيز على خطط مدير فرع المكتب في مدينة شيكاغو لإلقاء القبض على جون ديلينجر وعصابته.

جمع جون ديلينجر بين الكثير من التناقضات. فقد عُرف بدقة تخطيطه لعمليات السطو على البنوك، وبانضباطه وأناقته، كما عُرف بقسوته وبرودة أعصابه. وكان يردد أنه يسرق من البنوك الجشعة في ذروة فترة الكساد، وليس من عملاء البنوك، بما يتضمنه ذلك من تناقض واضح. وكان يعامل موظفي البنوك والعملاء الذين لا يقفون في طريقه برفق وأدب.

من المفارقات أن جون ديلينجر لقي مصرعه في كمين نصبه عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي له خارج سينما

«أعداء الشعب»: 143 دقيقة من التشويق
 
01-Aug-2009
 
العدد 2