العدد 4 - أربعة أسابيع
 

بدا بيانٌ أصدرته السفارة السعودية في عمّان منتصف أيلول/سبتمبر، صادماً . إذ حملَ نبرة حادة غير مسبوقة في إدانة اعتداء تعرض له عدد من سائقي الشاحنات السعودية «من قِبَل أشخاص داخل الأردن بمنطقة سحاب».

البيان الذي نشرته صحيفة الرأي، 17 أيلول /سبتمبر، ذكرَ أن السائقين فوجئوا بأشخاص «يهجمون على سياراتهم، ويضعون تحتها الإطارات، ويوقدون النار فيها، وقام فريق آخر بقذف الحجارة نحو شاحناتهم وأخرى باتجاههم».

الاعتداء وقع في 28 آب/أغسطس، إذ تقدم أربعة سائقين سعوديين لمركز أمن سحاب بشكوى ادّعوا فيها تعرضهم للرشق بالحجارة من جانب أشخاص لم تُعرَف هوياتهم، بحسب تقرير أمني سرّي حصلت «ے» على نسخة منه.

صودف في اليوم نفسه دخول 160 شاحنة سعودية محمّلة بالإسمنت في طريقها إلى العراق، لكن إغلاق الحدود العراقية اضطرها إلى تفريغ حمولتها لدى شركة محمد غازي أبو صوفه، في سحاب. المفارقة أن سائقي الشاحنات ليسوا جميعاً سعوديين، فهناك جنسيات بنغالية وسورية وباكستانية وهندية. وتسبب العدد الكبير للشاحنات، في حدوث إرباك، إذ لم تستوعب مستودعات الشركة حمولتها مرة واحدة.

في الأثناء، مارس السائقون ممارسات حياتية يومية، بدا بعضها مسيئاً، مثل التبول وتغيير الملابس في الشارع العام، ما ولّدَ ردَّ فعل عند الأهالي، بخاصة أنهم لم يكونوا قد نسوا حادثة وقعت في 19 آب/أغسطس. فوفقاً للتقرير الأمني، تقدم مواطن بشكوى إلى المركز الأمني حول تعرض ابنه لاعتداء جنسي من قبل اثنين من السواقين سعوديي الجنسية، وتمكّن الطفل من التعرف عليهما، وتم تحويل القضية إلى مديرية حماية الأسرة، وأُلقي القبض على أحد السائقين في أثناء دخوله البلاد وتم توقيفه.

الناطق باسم مديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب، أكد أن الذين شاركوا في عمليات رشق الحجارة والاعتداء على السائقين، هم من الأحداث ومن عائلة الطفل الذي تعرض للتحرش فقط، ونجم عن ذلك إصابة أربعة سائقين بجروح بسيطة، وبينت التقارير الطبية بأنهم في حالة جيدة، وتم إلقاء القبض على الأحداث وتحويلهم إلى القضاء، بحسب الخطيب.

الأمن العام بدوره، «أرسل وحدات أمنية ودوريات لتنظيم السير، والاستعجال بتنزيل الشاحنات، ومنع الاحتكاك بين الأهالي والسائقين بالتنسيق مع إمام مسجد هناك لفتح المسجد واستخدام مرافقه».

في حين يشير بيان السفارة السعودية إلى أن السائقين «فروا إلى المسجد القريب وقاموا بإقفال الأبواب بمساعدة الإمام الذي خرج وأوقف الأشخاص المعتدين، وتم نقل المصابين من قبل مندوب السفارة إلى المستشفى برفقة رجال الأمن الوقائي الأردني».

لكن التقرير الأمني الذي حصلت عليه «ے» يؤكد أنه «لم تتم مشاهدة أي من مندوبي السفارة في موقع الحادث أو المستشفى».

السفارة السعودية في عمّان أبدت أسفها في البيان «لما نُشر في بعض الصحف الأردنية من عبارات غير لائقة وغير صحيحة بتاتاً، علماً أن السائقين كانوا متواجدين أمام مسجد لتواجد الخدمات والمرافق الصحية فيه».

أثناء ذلك، شنت صحف سعودية، أبرزها عكاظ، هجمة إعلامية شديدة النبرة وغير مسبوقة على الأردن، بسبب الحادث، ودون التثبت من الجهات الرسمية الأردنية، وهو ما انتقده الخطيب الذي أصدر بياناً صريحاً ومفصلاً باسم الأمن العام في اليوم الثاني للحادثة.

«ے» حاولت الاتصال بالسفارة السعودية للتعليق على الموضوع، إلا أنها لم تتلقَّ رداً من أي جهة، باستثناء الوعد بالرد لاحقاً من مكتب السفير.

السفارة السعودية: بيان حاد وغير مسبوق
 
01-Oct-2009
 
العدد 4