العدد 2 - فضاء بلا حدود
 

بعد سنوات طويلة من هيمنة عملاق البرمجيات مايكروسوفت على أنظمة تشغيل الكمبيوترات الشخصية، تبرز غوغل بوصفها منافساً قوياً على هذه الساحة، بإعلانها عن تطوير نظام تشغيل جديد.

النظام الذي يحمل اسم كروم، يستهدف أجهزة الكمبيوتر الدفترية صغيرة التكلفة ومنخفضتها، كما يمكن استخدامه في أجهزة الكمبيوتر الشخصية الأخرى.. وتُعَدّ هذه من المرات القليلة التي تحاول «شركة رئيسية» تحدّي مايكروسوفت بعد فشل العديد من المبادرات، مثل لينكس، في الاستحواذ على نسبة تتجاوز 10 في المئة من المستخدمين عبر أنظمة مصدرية مفتوحة.

بما يخص مايكروسوفت، فإن الأنباء عن قرب طرح نظام التشغيل الخاص بـ غوغل تأتي قبل أشهر قليلة من إطلاق عملاق البرمجيات أحدث نسخة من نظام التشغيل الخاص بها: ويندوز 7.

نظام التشغيل الجديد يعمل عبر متصفح كروم، الذي أطلقته غوغل أواخر العام 2008، وتقول إنه استقطب 30 مليون مستخدم حتى حزيران/يونيو 2009.

تلفت الشركة إلى أن أنظمة التشغيل الحالية صُممت خلال الفترة التي سبقت انتشار الإنترنت، وإلى أن نظام التشغيل الجديد يعيد النظر في الكيفية التي يجب أن تكون عليها أنظمة التشغيل.

«ما تقوم به غوغل هو إعادة صياغة مفهوم نظام التشغيل في عصر الإنترنت»، يؤكد أحمد حميض، مؤسس اكبس.كوم، ومواقع إلكترونية أخرى.

حميض، يرى أن غوغل فهمت «لبّ اللعبة»، وتقدم للمستخدمين نظام تشغيل يعبّر عن عصر الإنترنت، بخاصة أن الملايين حول العالم يستخدمون التطبيقات التي كانت مفصولة عن الإنترنت في السابق، مثل كتابة المستندات على الإنترنت، وأشهرها غوغل دوكس Google Docs.

«كثيرون يستخدمون منصة غوغل للمستندات وجداول البيانات. فيسبوك بوصفه تطبيقاً، يتجاوز كونه مجرد موقع على شبكة الإنترنت»، يقول حميض متسائلاً: «ماذا يعني ويندوز لهذا الجيل من المستخدمين؟».

بالنسبة لحميض، أصبح متصفح الإنترنت «منصة الحوسبة الجديدة»، وهو بالضبط ما تقوم غوغل حالياً بمنحه صفة «الرسمية». ويذكّر حميض هنا أن لدى الشركة «نظاماً جيداً» لتشغيل الهواتف المحمولة الذكية، التي أصبحت في أيامنا هذه «حواسيب صغيرة».

غوغل ذكرت أن أجهزة الكمبيوتر الدفترية المزودة بنظام تشغيلها الجديد، ستكون متوافرة في السوق في النصف الثاني من العام 2010.

الشركة أكدت على مدونتها الرسمية على شبكة الإنترنت، أن نظام التشغيل الجديد سيتميز بـ«السرعة والبساطة والأمن»، وقالت إنه صُمم «ليكون سريعاً وخفيفاً، بحيث يتمكن المستخدم من بدء التشغيل والدخول على الإنترنت خلال ثوان».

وأشارت غوغل إلى أنها تعيد، بشكل كامل، تصميم بنية الأمن على نظام التشغيل، بحيث لن يكون على المستخدم العادي التعامل مع الفيروسات والتحديث الخاص بالخواص الأمنية.

يُتوقَّع أن يؤدي إعلان غوغل إلى إعادة تشكيل سوق أنظمة التشغيل بشكل جذري، بخاصة في ظل سيطرة شركة مايكروسوفت على حصة 90 في المئة من السوق العالمية لأنظمة التشغيل.

حبيب حداد، الشريك المؤسس لمحرك البحث وتكنولوجيا الطباعة yamli.com، يرى أن كون نظام التشغيل المرتقب مبنياً على الإنترنت، يجعله مناسباً لأجهزة الكمبيوتر المحمولة الصغيرة المخصصة للإنترنت netbooks. لكن حداد يتوقع أن يحتاج المستخدمون «وقتاً لا يُستهان به»، للاعتياد على استخدام البرمجيات المختلفة بصيغتها «الإنترنتية».

في سياق متصل، يطرح حداد سؤالاً حول مدى خصوصية نظام التشغيل، كون مستخدميه سيعملون ضمن فضاءات الشركة، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أن غوغل «جُرِّبَت من قبل»، وليس من عادتها الاعتداء على خصوصية المستخدمين.

إلى ذلك، يؤكد حميض أن المنافسة لن تكون سهلة: «بطبيعة الحال، مع هيمنة ويندوز على أنظمة التشغيل المكتبية، ينبغي أن لا نتوقع أن ويندوز ستختفي بين عشية وضحاها. لكننا نشهد تحولاً مهماً نحو نوع جديد من الحوسبة والاتصالات».

أنظمة التشغيل: شطرنج الكبار
 
01-Aug-2009
 
العدد 2