العدد 2 - حريات | ||||||||||||||
عملية اغتيال في الشمال، وستّ هجمات متفرقة على كنائس في بغداد، نُفذت في يوم واحد، أثارت، وفق شبكة الأنباء الإنسانية، تساؤلات جديدة حول أمن مسيحيي العراق بوصفهم أقلية دينية، في ظل مخاوف مرتبطة بقدرة الجيش العراقي على حفظ الأمن أعقاب انسحاب القوات الأميركية في نهاية حزيران/يونيو الفائت. فقد تعرض رزقو ميسان، مسيحي يشغل منصب مدير دائرة الرقابة المالية في محافظة كركوك، إلى الاغتيال يوم 12 تموز/يوليو، عندما أجبره مسلحون مجهولون على النزول من سيارته التي يستقلها برفقة ابنته، وأطلقوا النار عليه، قبل أن يلوذوا بالفرار. وفي اليوم نفسه، نُفذت في بغداد ست هجمات متفرقة على كنائس، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص من بينهم مسلم، وإصابة أكثر من 32 شخصاً. هذه الموجة تأتي في سياق أعمال عنف استهدفت المسيحيين، من بين أقليات أخرى، منذ بدأ لاحتلال الأميركي للعراق، وتضمنت هجمات على كنائس، وأعمال خطف واغتيال، جرى أعنفها العام 2008، عندما قاد متطرفون إسلاميون في الموصل حملةَ تهجير، هددوا فيها بوساطة مكبرات الصوت مسيحيي المدينة بالقتل إن لم يرحلوا عن منازلهم، ما أجبر الآلاف على النزوح، وقُتل مع ذلك 13 منهم. كما شهد العام نفسه جريمة اختطاف قس، عمد خاطفوه إلى قتله، وقطع رأسه ووضعه في إناء أمام كنيسة في مدينة الموصل. تقدّر الإحصاءات عدد المسيحيين قبيل الاجتياح الأميركي للعراق في آذار/مارس 2003، بأكثر من 800 ألف شخص، انخفض إلى 100 ألف، وفقاً لبيان أصدرته «جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة»، وهي منظمة ألمانية غير حكومية تعنى بشؤون الأقليات في العراق. وبحسب أرقام أعلنتها اللجنة الأميركية للاّجئين والمهاجرين، فإن 20 في المئة من اللاجئين العراقيين الذين استضافتهم سورية حتى نهاية 2008 مسيحيون، أما في الأردن فهم يشكلون ما نسبته 16 في المئة من اللاجئين العراقيين. |
|
|||||||||||||