العدد 2 - الملف
 

في كتابه «الطريق السريع»، الصادر في أواسط تسعينيات القرن الماضي، تنبأ بيل غيتس بأن يحل جهاز الهاتف النقّال مكان عدد كبير من الوثائق المستخدمة في الحياة اليومية، مثل: جواز السفر، بطاقة الهوية، أرقام الهواتف الرسمية الضرورية، هواتف الأصدقاء وعناوينهم، بل وتذاكر السفر وسوى ذلك من وثائق، بحيث لا يحتاج المرء إلى حمل ما يزيد على هذا الجهاز لممارسة حياته اليومية.

اليوم، صدقت النبوءة إذ يبدو النقّال ضرورياً لغايات: التسوق، معرفة حالة الطقس، مواعيد عرض الأفلام السينمائية في دور العرض، ومعرفة مواعيد السفر.

من خلاله يمكن تفقّد البريد الإلكتروني، ومعرفة الرسائل المهمة التي وصلت عبر الإنترنت، سواء كان حامل النقّال في الشارع أو في المكتب أو حتى أثناء سفره، لذا أطلق بعضهم على هذا الجهاز اسم «المكتب المتحرك»، نظراً لقلة تكلفته وسهولة حمله مقارنة مع أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وللخدمات التي يؤديها.

ورغم انكماش حجم الهاتف النقّال يوماً بعد آخر، فإن مزاياه في ازدياد، من استخدام برامج التراسل الفوري Chat والتدوين، إلى الاستمتاع بملفات الوسائط المتعددة، ومشاهدة الأفلام، وتحميل أحدث الألبومات الصادرة لتكوين مكتبة موسيقية شخصية متنقلة.

احتل الهاتف النقّال مكانة كبيرة في مجال صناعة الإعلام والترفيه التلفزيوني أيضاً، فأصبح من السهل على المتلقي قراءة الصحف اليومية، ومتابعة النشرات الإخبارية، والوقوف لحظة بلحظة على الأخبار العاجلة عبر الرسائل النصية، ما دفع الشركات المنتجة والشبكات الداعمة، للتنافس في ما بينها لاستقطاب المتلقي.

البلوتوث من أكثر خصائص الهاتف النقّال استعمالاً، وهي تكنولوجيا متطورة تمكن من توصيل الأجهزة الإلكترونية، مثل: الكمبيوتر والهاتف النقّال ولوحة المفاتيح وسماعات الرأس، وتبادل البيانات والمعلومات من غير أسلاك أو كوابل. هذه الخاصية تلبيّ احتياجات العصر، وتقدم خدمة عملية وضرورية، فضلاً عن كونها وسيلة جديدة من وسائل الرفاهية.

وتعدّ فيسبوك ويوتيوب أكثر المواقع تصفحاً على الإنترنت عبر الهاتف النقّال، وذلك لسرعة تحميل مقاطع الفيديو، وسهولة عرضها وتصفحها.

وقد برز استخدام الهواتف النقّالة بصورة خاصة في التظاهرات والاعتصامات، إذ جندت فعاليات أردنية الرسائل القصيرة sms في التعبئة الإعلامية ونقل الأخبار والدعوة إلى التظاهر والتجمعات الاحتجاجية، كما حدث أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة، وبرع بعضهم في تجنيد الرأي العام بإيصال الرسائل القصيرة وتذكير المتعاطفين بما ينبغي فعله لوقف المجازر في فلسطين والعراق.

الهواتف النقّالة تولّت رصدَ أكثر لقطات المواجهة دارمية وتأثيراً أثناء الاحتجاجات، وأصحبت أفلام تلك الهواتف - العادية منها والمتطورة - البديل المرئي للرسائل والبريد الإلكتروني، واستطاعت أن تحل مكان وكالات الأنباء، بتحميل اللقطات والصور على الشبكة العكنبوتية، لتصبح في متناول العالم فور حدوثها.

ارتفاع نسبة الشباب في العالم العربي، وميلهم إلى السرعة في كل شيء، أدّيا إلى زيادة استخدام الهاتف النقّال الحديث، إذ يمكن من خلال هذا الهاتف، وبضغطة زر، معرفة أخبار العالم وإرسال مشاهد الفيديو، والرسائل القصيرة، والبريد الإلكتروني واستقبالها، إلى جانب تلقيّ الإعلانات، لتسحب هذه الهواتف السجادة من تحت قدمي الكمبيوتر المحمول.

وقد أظهرت نتائج استطلاع أجرته شركة أبحاث السوق Real Opinions التي تتخذ من دبي مقراً لها، ونشرت نتائجه في آذار/مارس الماضي، أن عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط الذين يعتمدون على أجهزتهم المحمولة لاستخدام الإنترنت، في تزايد مستمر، وأن نسبة هذا التزايد بلغت 6.5 في المئة بين شباط/فبراير 2007، وشباط/فبراير 2008، إذ وصلت نسبة مستخدمي الإنترنت عبر الهواتف المحمولة في المنطقة 40 في المئة من إجمالي مستخدمي الإنترنت.

غير أن الحاسوب المحمول Lap Top ما زال يتربع على القمة من حيث نسبة من يتصلون بالإنترنت، إذ وصلت 81.35 في المئة، في حين تراجعت نسبة مستخدمي الأجهزة المكتبية إلى 58.93 في المئة مقارنة بنحو 63.5 في المئة في شباط/فبراير 2007.

النقّال يحلّ مكان الحاسوب
 
01-Aug-2009
 
العدد 2