العدد 2 - قارئ/كاتب | ||||||||||||||
منذ عقود طويلة ونحن نقرأ مقالة واحدة بأقلام كثيرة، تأخذ كلماتها عنواناً واحداً: «أمة لا تقرأ». وتلك للأسف كانت عبارة «موشيه دايان» في توصيف الأمة العربية، ويتناقلها باستمرار كتّابٌ وناشرون وورّاقون وموزعون عرب كلما تأملوا في بياناتهم المالية. في معارض الكتاب، على مساحة الوطن العربي، تتكرر المقالات غير الواقعية في الصحف وفي الخطب، وينسى الكتّاب أنهم بالأمس القريب والبعيد، كتبوا مقالات حقيقية عن نسبة الذين لا يقرأون ولا يكتبون في العالم العربي، ونسبة فقراء ما تحت الحزام، وأن البحث عن قراء يبدو غير مُجْدٍ، في ظل ارتفاع عدد الباحثين عن رغيف، أو شربة ماء صالحة للشرب، أو عمل، أو دواء. القراءة ليست ترفاً، فالجائع لن يقرأ، وكذلك الجاهل. والذي يعود لبيته في منتصف الليل بعد عناء يوم قاسٍ من العمل، يفضّل أن يحمل لأولاده ربطة خبز وما تيسر من الطعام، على أن يتأبط كتاباً من الشعر أو الهجاء أو دراسات عن كيفية إنقاذ الأمة وتحقيق الوحدة. لن يقرأ الجائع، وكذلك الخائف، والغارق بالديون واليأس والفقر والبطالة. أعيدوا يا أولي الأمر ويا ساسة الأمة وأعلامها، ترتيبَ المقاييس والمعايير، لتجدونا أكثر شعوب الأرض قراءة، وهذا مثبت بكلام الله سبحانه وتعالى، لقائد ومخلّص ومعلّم هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، في مستهل الرسالة بكلمة: «إقرأ». |
|
|||||||||||||