العدد 2 - أربعة أسابيع
 

برحيله في دمشق، يوم الخميس 23 تموز/يوليو 2009، تكون صفحات الحياة التي عاشها نبيه إرشيدات بطولها وعرضها، قد طُويت للأبد.

نُقل جثمان الراحل وشُيع في إربد، حيث كان في وداعه عدد كبير من وجهاء المحافظة، إضافة إلى سياسيين بارزين من تيارات سياسية مختلفة.

وُلد إرشيدات في إربد العام 1922، اختطّ طريق العمل السياسي المعارض منذ يفاعته، إذ تتلمذ إبان كان طالباً في مدرسة السلط على أفكار التحرر ومعاداة الاستعمار، وتأثر بمعلميه من الروّاد التربويين الأوائل، مثل: حسني فريز، ومحمد أديب العامري، ثم انضم إلى مجموعة صبحي أبو غنيمة ليجد نفسه عندما التحق بجامعة دمشق. قريباً من الحزب الشيوعي في سورية ولبنان.

والده عبد الرحمن إرشيدات، أحد صنّاع مرحلة التأسيس للدولة الأردنية، وكان وزيراً في حكومات الملك المؤسس، وعضواً في مجلس الأعيان، وأحد الأوصياء على العرش، إثر المناداة بالحسين ملكاً وهو دون السن القانونية. لكن ابنه نبيه ذهب باتجاه آخر، مدافعاً عن الأفكار التي آمن بها. إذ اعتُقل ونُفي مرات عدة، إلى أن استقر به المقام في دمشق، وهناك شغل موقعاً قيادياً في الحزب الشيوعي، إلى جانب عمله طبيباً، وكان يُدعى «طبيب الفقراء»، لعلاجه الكادحين في عيادته دون مقابل. وما زال كثير من معاصريه يروون القصص عنه وعن حسّه الإنساني في هذا الشأن.

ساهم في تشكيل الخلايا الماركسية الأولى في الأردن، التي تمخض عنها الحزب الشيوعي الأردني لاحقاً، وفي العقود الأخيرة، رغم أوضاعه الصحية، « لم يقطع نبيه صلته بالنضال، وأبقى على علاقاته مع الحزب، وظل ماركسياً ملتزماً، يكتب داعياً للديمقراطية والتنوير الثقافي»، وفقاً للأمين العام للحزب الشيوعي الأردني منير الحمارنة الذي يضيف: «لم يبخل الراحل بخبرته الثرية، على رفاقه في الحزب، وساهم، بشكل مباشر، في تعزيز وحدة الشيوعيين في البلاد».

رحيل «طبيب الفقراء» نبيه إرشيدات
 
01-Aug-2009
 
العدد 2