العدد 2 - أربعة أسابيع | ||||||||||||||
البيان الذي أصدره الأمير علي، استنكاراً للهتافات التي تخلّلت مباراة الفيصلي والوحدات، يوم الجمعة 17 تموز/يوليو، يحمل أكثر من دلالة، بخاصة أن الأمير عند إصدار البيان كان يمارس مهامه نائباً للملك الذي كان في رحلة خارج البلاد. الأمير أكد في بيانه أن «الوحدة الوطنية هي خط أحمر، نحرص دوماً وبتوجيهات من قيادتنا الهاشمية على عدم المساس بها أو الاقتراب منها». واستنكرَ وشجبَ «الهتافات الإقليمية والعنصرية التي صدرت عن نفر من جمهور النادي الفيصلي خلال المباراة»، في الوقت الذي أبدى فيه سروره لـ«التصرف الحضاري لجمهور نادي الوحدات خلال المباراة، والتزامه بالروح الرياضية». تدخُّل الأمير، الذي يرأس اتحاد كرة القدم، بهذا الشكل الحاسم، يوحي بأن صانع القرار السياسي في الأردن يتجه لحسم هذه القضية الإشكالية، لتخفيف الاحتقان الداخلي. كانت المباراة، تخلّلها في مشهد يتكرر عادةً، هتافات عنصرية وإقليمية شديدة النبرة، لم يتردد المشجعون في إطلاقها وبـ«الصوت العالي». المباراة التي أقيمت على ستاد الأمير محمد في الزرقاء ونُقلت تلفزيونياً على الهواء مباشرة، بدأت في السابعة مساء، وفي الوقت نفسه شهدت المدرجات التي اكتظت بالجمهور، هتافات كانت تعلو وتيرتها على إثر أيّ احتكاك بين لاعبي الفريقين، إلا أن التصعيد بلغ ذروته في الربع الأخير من وقت المباراة، حين انهال مشجّعو الفريقين بهتافات استفزازية، طالت بعضهم بعضاً. الهتاف تركّزَ أولاً على تشجيع اللاعبين، وعندما بدأت المباراة تتجه إلى النتيجة السلبية، بإخفاق أيٍّ من الفريقين في إحراز هدف، هتف جمهور الوحدات للقدس، بالقول: «الله عبدالله والقدس عربية»، ما دفع جمهور الفيصلي للرد: «الله عبدالله والقدس هاشمية». وسرعان ما تولّى جمهور الوحدات الدفّة بالهتاف للأمير حسين، ولي العهد، بالقول: «واحد ثنين، إحنا نحبك يا حسين»، فما كان من جمهور الفيصلي إلا أن أطلق العنان لحنجرته في هتافات مضادة، مثل: «هيّوه هيّوه.. الفريق الهامل هيّوه.. هيّوه الفريق اللي باع بلاده هيّوه.. هيّوه الشعب الهامل هيّوه..». في الأثناء، قام طفلٌ يجمع الكرات من خارج أرض الملعب، برمي الكرة بعيداً عن أحد لاعبي الوحدات، ما دفع جمهور الفيصلي إلى الهياج تأييداً للطفل، فوجد حكم المباراة نفسه مضطراً إلى التصرف بما يمليه عليه الموقف، فرفع الكرت الأصفر بوجه الطفل! الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد، فقد ألقى مشجعو الفيصلي بكرة حارقة إلى أرض الملعب، حجبُ الدخانُ المنبعث عنها الرؤية، وأتبعوها بمئات عبوات المياه والأحذية. رجال الدرك تدخّلوا عندئذ، إذ توجّهوا إلى جمهور الفيصلي، وطالبوهم بالتزام الهدوء. من جهته، أصدر النادي الفيصلي بياناً صحفياً شجب فيه الهتافات المسيئة من «الفئة المندسّة من جمهوره»، وأصدرت أندية الدرجة الممتازة بياناً دانت فيه «تصرفات جمهور الفيصلي». كما قرر اتحاد كرة القدم، تغريم النادي الفيصلي بمبلغ خمسة آلاف دينار، وتمنى على إدارة الفيصلي «اتخاذ ما يلزم.. لمنع تكرار تلك الهتافات». |
|
|||||||||||||