العدد 1 - رياضي | ||||||||||||||
عشراتُ الشبّان في مقهى شعبي وسط البلد يتابعون لقاء فريقَي برشلونة الإسباني، ومانشستر يونايتد الإنجليزي، في نهائي بطولة الأندية الأوروبية. كان الجو رائعاً داخل المقهى الذي بدا ستاداً مصغّراً، حيث ارتدى عدد من الشبّان قميص «البرشا»، وارتدى آخرون قميص «مان يونايتد»، وكلٌّ يشجع فريقه على طريقته الخاصة، يقوم ويقعد مع كل هجمة للفريق، ينادي على نجوم فريقه بشكل حماسي، ويعلّق على طريقة قيام اللاعب بتمرير الكرة، أو طريقته في التسديد، وعندما تضيع فرصة تسجيل هدف يبدو متحسراً، خائبَ الأمل. وسط هذا الجو يشعر المرء أنه يجلس بين الجمهور على مدرجات ملعب ضخم، حيث حمل بعضهم علَم الفريق الذي يشجعه، وأخذ يلوّح به، ومنهم من حضر مبكراً وعلّق العلَم في إحدى زوايا المقهى. كان مشجّعو فريق «البرشا» يمثلون الأغلبية. وعندما أحرز نجم برشلونة «إيتو»، الهدف الأول، صفّق بعض المشجعين ورقصوا، بل إن أحدهم صعد فوق الطاولة وهو يقول: «علّمهم يا غزال»، كون «إيتو» لاعباًَ أسمر ورشيقاًَ، وأخذ مشجّعو الفريق يعانقون بعضهم بعضاً يتبادلون التهاني. واستمر ضغط الفريق الإسباني الذي أثمر هدفاً ثانياً برأسية رائعة من الحرّيف «ميسي»، قضى فيه على أحلام «مان يونايتد»، فقال أحد مشجعي «البرشا» بزهو: «والله إنك فنان يا ميسي». أثناء سير المباراة، سأل شابٌّ شابّاً آخرَ يجلس بالقرب منه: «مَن تشجع؟»، فأجابه: «أنا برشلناوي»، وقال أحدهم لجاره: «أنا مانشستراوي»، وعلّق آخر: «توقعت أن تقولوا: أنا فيصلاوي، أو وحداتي»، فضحك أحد الشبّان وقال: «هذا كان زمان، لأن مستوى الكرة في البلد لم يعد كما كان في السابق». أضاف الشاب: «أنا آتي مع أصحابي إلى هنا في كل مباراة عالمية، لنتمتع بالأداء الراقي، ونشجع الفريق الذي نحبه، لأننا نشاهد مستوى متطوراً وكرة حلوة، بعكس مستوى فرقنا الأردنية التي تراجعَ مستواها بشكل ملحوظ، وحتى نتائجها العربية والآسيوية تراجعت». الشبّان الذين يشجعون فريق «البرشا» غادروا المقهى والسعادة تغمرهم، وتابعوا احتفالهم بفوز «برشلونة» ببطولة الأندية الأوروبية، وطافوا بسياراتهم في شوارع البلد التي كانت شبه خالية أثناء المباراة، لكثرة أعداد متابعيها. مدير المقهى قال: «بعضهم حجزَ الطاولات عندي قبل أسبوع من إقامة المباراة، وعندما بدأت المباراة لم يكن هناك متسع في المقهى لأيّ شخص»، وهذا ما حدث في الكثير من مولات عمّان ومقاهيها. المفارقة أن مشجّعي أندية عالمية أخرى، تابعوا المباراة. يقول أحدهم: «أنا أشجع (مان يونايتد) نكاية بـ(برشلونة) الذي فاز على (تشلسي) الذي أشجعه، في لقاء قبل النهائي». ويقول آخر: «أنا أشجع (مان يونايتد) اليوم لأنني أشجع (ريال مدريد) غريم (البرشا) في إسبانيا». لكن الكثيرين من المتفرجين كانوا من مشجعي «برشلونة»، ولسان حالهم يقول إن «برشلونة» زعيم أندية العالم. |
|
|||||||||||||