العدد 1 - نبض البلد | ||||||||||||||
خرجَ تلفزيون الويب عرمرم إلى الحياة، بالتقاء مجموعة من المخرجين والصحفيين والمنتجين، بحثاً عن مساحة تعبيرية «حرّة» للشباب العربي، يطرحون عبرها رؤاهم تجاه قضايا تخص مجتمعاتهم وواقع حياتهم فيها. يوفر عرمرم منصة بديلة للإعلام «السائد»، ومساحة إلكترونية تطرح قضايا الشبان عبر الفيديو، وتتفاعل معها، بالاستجابة لاقتراحات زائري موقع التلفزيون، وإتاحة المجال لمشاركاتهم المتنوعة. أطلق عرمرم بثه التجريبي الذي احتضنته مؤسسة خالد شومان – دارة الفنون، في نيسان/أبريل 2009، من خلال تركيب فني تفاعلي، وأمكنَ للزائرين الاطلاع على فيديوهات أنجزها القائمون على عرمرم في قاعة خاصة تَسيَّدها الأسود، وثُبِّتت على إطارها الداخلي كلمات مكتوبة بخط عربي فني غير مقروء. وبعد خروج الزائر من القاعة، يمكنه تسجيل انطباعاته واقتراحاته في صندوق صغير يحتوي على كمبيوتر وشاشات تصوير. في إطلاقه الرسمي بالدارة، في حزيران/يونيو 2009، عرض عرمرم أفلاماً متنوعة، مُلْقياً الضوء على التصميم والمحتوى الجديدَين لموقعه، استجابةً لمقترحات الجمهور التي مثّلت بوصلة وجّهت إنتاج برامج التلفزيون، وأسست لحالة إعلام بديل، يتشكل بآراء المتلقّين ورؤاهم. يبث عرمرم عبر أربع قنوات لا يتجاوز طول الفيديو الواحد فيها ثلاث دقائق، هي: «عَنْجَد» التي تطرح قضايا اجتماعية جادة، و«من هان» التي تتناول مبدعين وفنانين تشكيليين وتحكي عن إنجازاتهم بعفوية، و«فذلكات» المخصصة لبث البرامج ذات الطابع الساخر، و«عرمرميات» المفتوحة لمساهمة الشبان. من بين ما عرضه عرمرم أفلام: «قصص: سور على جبل القلعة» الذي تضمن لقاءات مع ساكني المنطقة تحدثوا عن جمالياتها وأهميتها التاريخية وراهنها، وضرورة تطويرها بما لا يمس بآثارها التاريخية، و«واحد من النّاس» الذي يتناول جزءاً من سيرة ربيع زريقات مؤسس مبادرة «ذكرى»، وصاحب فكرة السيّاحة التبادليّة التي أعادت إحياء منطقة غور المزرعة، و«حكي زهري: المرأة والبرلمان» الذي تتحدث فيه النّائب ريم القاسم حول تجربة المرأة تحت قبة البرلمان. واصل عرمرم عروض الفيديو بأفلام: «دليل الإنترنت: خالد محّادين يخبّرنا»، وفيه يتحدث محادين عن مقالته «مشان الله يا عبد الله» التي أكد فيها أن «هذا المجلس لا يمثل شعبنا»، وأن أداء أعضائه «موغل في الفشل والبحث عن المكاسب ونهب المال العام بالامتيازات والإعفاءات»، ما دفع مجلس النّواب لرفع دعوى ضدّه، لكن محكمة جزاء عمّان برّأته. وفيلم «قصص: من وعن الميتالجيين»، و«ما يطلبه المستخدمون: اضطهاد مستمعي موسيقى الميتال في الأردن» الذي ركز على معاناة فئة الشبان من عازفي هذه الموسيقى ومحبّيها، ونبذ المجتمع لهم. وتواصلت العروض بـ«حارات: ملعب في مخيّم السّخنة»، و«جغرافيا: مكتبة الجاحظ». ضمن رؤية نقدية ذات طابع ساخر، قدم عرمرم: «الرّجل التّكسي: صاحبات»، «فن الفيديو: خالي من الدّسم» لمحمّد نور الخيري، «فأر التّجارب: بانج»، «إيش في؟: الفضاء الثّالث»، «أفلام قصيرة: الباب» لنورا الشّريف، وفيلم صامت عن الوسواس القهري. اللافت، أن جمهور عرمرم الذي احتشد بالعشرات ليشهد حفل إطلاق التلفزيون رسمياً، تنوع ليمثل شرائح المجتمع على اختلافها، ومن فئات عمرية متعددة. حول رؤية عرمرم، يقول فراس طيبة، أحد مؤسسي المشروع: «لم يعد بإمكان الإعلام التقليدي غض البصر عن قضايا الشبان الحساسة، ما لا نسمعه من هذا الإعلام نطّلع عليه من خلال الشبكة العنكبوتية، التي لا حدود لحريتها»، فيما تؤكد سيرين الأحمد، من مؤسسي التلفزيون: «المدونات واليوتيوب، متاحة للجميع ليقرأوا ويروا ويشاركوا، فما لا يبثه التلفزيون المحلي نجده على الفضائيات أو على الإنترنت». تنوُّع غنـيّ يجـده الزائر لموقع التلفزيون (www.aramram.com)، حيث يمكنه مشاهدة الفيديوهات والتعليق عليها، وإبداء وجهة نظره في ما يُقدَّم له بمنتهى الحرية والشفافية. تعليقات زائري موقع التلفزيون تنهال على أكثر الفيديوهات إشكالية، أو تلك التي تسلط الضوء على التابوهات، بخاصة ما يتعلق بقضايا المرأة. من مؤسسي عرمرم، إضافة إلى فراس وسيرين: عامر الدويك، محمد حوشكي، وعبد السلام العقاد. |
|
|||||||||||||