رغم توتُّر الأجواء بين مؤيدين داعمين لإيجاد صناعة سينمائية سعودية، وإنشاء صالات عرض لها، وبين معارضين يرون أن السينما تحمل مخالفة صريحة لمبادئ الدين، حظي الفيلم السعودي «مناحي»، بجماهيرية كبيرة، وحقق نجاحاً لافتاً.

فقد شهد مركز الملك فهد الثقافي، في 6 حزيران/يونيو 2009، أحداث شغب رافقت أول عرض للفيلم بالسعودية، بحسب الوطن السعودية، لكن الجمهور تحمس للفيلم منذ مشاهده الأولى، وباءت محاولات منع عرضه بالفشل.

الفيلم من بطولة فايز المالكي وإخراج أيمن مكرم. وهو يعدّ خطوة باتجاه صناعة سينمائية سعودية جادة. وقد عُرض في باريس وجنيف والقاهرة قبل عرضه في السعودية.

بدأت هذه الصناعة العام 2006 بفيلم «ظلال الصمت»، تلاه «كيف الحال» الذي صُوِّر في دبي العام 2006، ثم أُعلن عن افتتاح أول مهرجان سينمائي سعودي حمل عنوان «مهرجان جدة للعروض المرئية». وفي العام 2007 أُعلن عن مسابقة للأفلام السعودية تبنتها وزارة الثقافة والإعلام.

مؤيدون للسينما، يقولون إن السعوديين يشاهدون كل يوم عشرات الأفلام، ويتساءلون: ما المانع من إنشاء دور عرض رسمية وأهلية داخل السعودية؟ في حين يؤكد معارضون للسينما أنهم إنما يفعلون ما يمليه عليهم ضميرهم ودينهم.

كان الرئيس السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ إبراهيم الغيث، وصف السينما، عقب عرض الفيلم، بأنها «شر مطلق». كما صرح الشيخ عبد الله بن منيع لموقع إسلام أون لاين برفضه لفكرة إنشاء دور سينما في السعودية: «علماء المسلمين من خارج بلدنا يغبطوننا على عدم وجود دور عرض سينمائية لدينا، وهذه سمة من سمات طهارتنا من هذه الوسائل الإعلامية الهادمة».

روتانا المنتجة لفيلم «مناحي» العام 2008، والمملوكة للأمير الوليد بن طلال، أكدت في تصريح للصحيفة الإلكترونية «حجة»، مواصلة «دعم الأفلام السعودية وصناعتها»، والعمل على «تفكيك أربعة عقود من رفض السينما في السعودية»، وتقديم «ما يتماشى مع روح الفن الأصيل، والابتعاد عن الابتذال أو التسطيح»، لتوفير منبر «تتعالى فيه الأصوات الشابة الداعية إلى فتح الباب واسعاً أمام السينما السعودية».

فنانون وإعلاميون سعوديون، عبّروا عبر استفتاء نشرته العربية نت، عن رفضهم المنع، مطالبين مجلس الشورى بدعم السينما التي تمثل منبراً دولياً للثقافة والحضارة. من بين هؤلاء: المخرجة هيفاء المنصور، والمخرج فهد غزولي، والإعلامية دلال ضياء عزيز. ما دفع عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله إلى مطالبة المجلس بدعم إنشاء هيئة وطنية للسينما والمسرح، فيما دعا أعضاء آخرون في المجلس إلى ضرورة «إفساح المجال لسينما سعودية بطرق مقننة، وبما يتماشى مع روح الشريعة الإسلامية دون تجاهُل متطلبات العصر».