العدد 3 - رياضي | ||||||||||||||
جاءوا كنسمة هواء عليلة.. قَدِموا من المنطقة الشرقية في البلاد، من أطراف الصحراء، حاملين معهم إصرارهم وطموحهم، وتغلبوا على الصعوبات التي اعترضت طريقهم، ليصلوا إلى صفوف أندية الدرجة الممتازة بكرة القدم. إنهم لاعبو فريق منشية بني حسن، القرية التي تقع على بعد 12 كم غرب مدينة المفرق، ويبلغ عدد سكانها 15 ألف نسمة، غالبيتهم يعملون في زراعة القمح والشعير، وبعضهم يعمل بالتجارة. لاعبو منشية بني حسن صالوا وجالوا مثل الجياد الأصيلة في مبارياتهم خلال دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، واستطاعوا خطف لقب البطولة، والتربُّع على القمة، ليصعدوا بكل جدارة واستحقاق لمصافّ أندية دوري الأضواء. الصعود إلى دوري الكبار، جاء ثمرة سنوات من العمل، بحسب رئيس نادي منشية بني حسن تيسير شديفات، الذي التقته «ے» في حوار حول النادي ومسيرته. فبعد تأسيس النادي على يد مجموعة من شبان البلدة العام 1978، تم استئجار مقر مؤقت للنادي، قبل أن ينتقل لمقره الحالي الذي يتكون من طابقين، إضافة إلى ملعب ترابي تبرعت به بلدية منشية بني حسن، تبلغ مساحته 13 دونماً.، لكنه لا يصلح للّعب، لذلك فإن النادي، وفقاً لشديفات، بانتظار منحة من المجلس الأعلى للشباب، لتنجيل أرضية الملعب وإقامة مدرجات وسياج له. يقرّ شديفات أن صعود فريق النادي إلى دوري الممتاز لم يكن أمراً سهلاً، إذ واجهتهم صعوبات عدة، منها أن الفريق كان يقطع مسافة 70 كم ذهاباً وإياباً للوصول إلى ملعب رباع السرحان، لإجراء تدريباته قبل بداية الدوري وأثناءه، وهذه «رحلة مرهقة وشاقة، إضافة لما تتسبب به من استنزاف الوقت والمال»، لذلك يشدد رئيس النادي على أهمية تجهيز الملعب الذي يخدم أقضية رحاب وبلعما ومنشية بني حسن معاً. يلفت شديفات إلى أن مدينة المفرق تحتوي على مجمع الأمير علي، وفيه ملعب منجل، لكن لا يتوافر الوقت الكافي لتدريبات فريق منشية بني حسن، جرّاء الضغط على الملعب من أندية الشمال والمملكة بعامة. تشكّلَ فريق منشية بني حسن في بداية الثمانينيات، وشارك في دوري الدرجتَين الرابعة والثالثة، قبل أن يفوز بلقب بطولة الدرجة الثانية، ويصعد لبطولة الدرجة الأولى التي خطف لقبها عن جدارة واستحقاق، ليرتقي إلى دوري الأضواء في موسم العام 2009 . وقد أشرف ابن النادي وكابتن الفريق فارس شديفات، على تجهيز الفريق فنياً في البداية، ثم جرت الاستعانة بالمدرب إسلام ذيابات الذي قاد الفريق في مشواره في دوري الأولى. يؤكد شديفات أن الفريق يحتاج إلى ميزانية كبيرة كي يواصل مسيرته، يوفر المجلس الأعلى للشباب وبلدية منشية بني حسن واتحاد كرة القدم جزءاً منها. وفي سياق متصل، يشيد بالدعم المستمر للنادي من أبناء المفرق وجرش ومنشية بني حسن الذين لم يكتفوا بدعم الفريق مادياً، بل إنهم خير مشجعين له في مبارياته كافة. يقول رئيس النادي إن لاعبي الفريق «كلهم نجوم»، وأنهم قدموا عروضاً طيبة. ومن أبرزهم: الحارس محمود الأزايدة، المدافعان مالك اليسير وزيد المساعيد، الظهيران أشرف المساعيد وزياد أبو العسل، والهدّافان عودة الجبور وإبراهيم الرياحنة. شديفات يكشف أن موضوع الاحتراف جديد على ناديه، وأنه ليست لديهم فكرة كافية عنه، موضحاً أن إدارة النادي ستعمل على دراسة هذا الموضوع للتعامل معه «دون الوقوع بأيّ مطبات». نادي منشية بني حسن حفر اسمه في تاريخ محافظة المفرق، كونه أول فريق هناك يصعد إلى دوري الممتاز. كانت المهمة، على حد قول شديفات، «صعبة»، لكن لاعبي الفريق «أثبتوا أنهم على قدر الثقة، وتحملوا المسؤولية وقدموا عروضاً رائعة كفلت لهم صدارة الدوري وخطف لقب الدرجة الأولى». طموحات إدارة نادي منشية بني حسن كبيرة، وفي مقدمتها إحراز أداء طيب في دوري الممتاز للمحترفين. يقول شديفات: «نريد كسر القاعدة المتعارف عليها، بأن النادي الصاعد حديثاً إلى دوري الممتاز، مرشَّح في العادة للهبوط مرة أخرى، والعودة إلى مصاف الدرجة الأولى». |
|
|||||||||||||