العدد 1 - راحلون | ||||||||||||||
لك الرحمة أبا ماجد، ولنا ولذويك من بعدك الصبر، يا من سطّرت تاريخ حياتك بمداد من الفخر والعزّ والشرف والبطولة، سريعاً اخترتَ أن تلحق بركب الفرسان الذين خدموا ثرى الأردن، ولم يتبقَّ منك سوى ذكريات مشرّفة لكل أردني وأردنية. عرفتُ انتماءك لثرى الوطن وقيادته، كنتَ مثالاً يحتذى به، منذ أن التحقنا في الكلية العسكرية الملكية، وأحببتك، فربّ أخ لك لم تلده أمك، كنتَ مثالاً للانضباط والإقدام ومواجهة الموت، حمايةً لثرى الأردن وأبنائه. عرفتك في القوات الخاصة، والعمليات الخاصة، وفي القيادة العامة، والأمن العام، كنموذج يُحتذى به، فكنتَ شعلة من النشاط والبذل والعطاء، لم تعرف الكلل ولا الملل، ولم يتسرب إلى قلبك التواني أو التخاذل عن أداء واجبك. سطّرت يا أبا ماجد، سيرة عطرة، يشهد لها تاريخك العسكري، سيتعلّم الجيل القادم منها معنى الوطن ومعنى الانتماء ومعنى التضحية، سيتعلّم الجيل القادم كيف يترك بصمة عزّ كما تركتَ أنت، وسيتعلّم أيضاً أن الفروسية ليست فقط في حمل السلاح، ولا في الرتب العسكرية، بل أيضاً في القيم والإخلاص للمهنة التي ننتمي إليها. يا أطيب الناس روحاً ضمّه بدنُ.. أستودع الله ذاك الروح والبدنا كنتَ ممن صنع المنصب، ولست من الرجال الذين صنعهم المنصب، واخترتَ عمل الخير في الهيئة الخيرية لتواصل عملك حتى آخر يوم، لا تعرف إجازة ولا عطلة رسمية. تكفيك رفقة الحبيب المصطفى في الجنّة لكفالتك الأيتام. بكتك كل العيون أبا ماجد، بكاك الزيُّ والنياشين، بكاك النعش الذي حملك، فكنتَ يوم وفاتك، أنطق منك في حياتك، وبكتك عيناي وما زالتا تبكيانك، يا رفيقي وأخي وصديق عمري، كيف لا أبكيك، وكيف لا أقول فيك: ذروه فقلبُ الشعب بين ضلوعه.. أصيب بكسر لا يجبّرُ بالصبر أيا رحمة الله جللي قبر الحبيب وابعثيه شاهداً مع المصطفى يوم الوعيد. وداعاً أبا ماجد.. وداعاً للثرى وما ضَمَّ.. أعزّ فقيد، وداعاً أيها الحبيب.. سود المقابر أصبحت بيضاً به وغدت له بيضُ الضمائر سودا ورأيتُ فيك من الصلاح شمائلا ومن السماح دلائلَ وشهودا. أيُّ فارس كنتَ رحمك الله!! لقد كنتَ في حياتك زينةَ الدنيا، وأنت اليوم إن شاء الله من الباقيات الصالحات، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، إنه سميعٌ مجيب. |
|
|||||||||||||