العدد 1 - قارئ/كاتب | ||||||||||||||
نصبح ونمسي ونحن نقرأ أو نسمع عن الاعتداءات المتكررة من قِبَل البعض على آخرين أو على ممتلكاتهم، ومن الأمثلة الكثيرة على هذه الظاهرة، الاعتداء قبل أشهر على صحفي، ثم اعتداء شاب على فتاتين بمادة حارقة، واعتداء طلاب على مدرّسين، حتى إن مدراء المدارس والمعلّمين أصبح الاعتداء عليهم بالجملة، وكثرت الاعتداءات على الهيئات الطبية، من أطباء وممرضين وإداريين بالمستشفيات والمراكز الصحية، ناهيك عن «الفتوات» التي انتشرت بشكل كبير في مناطق المملكة، والذين زادت اعتداءاتهم على المحلات التجارية وأصحابها، وهناك الاعتداء الأخير - الذي لن يكون آخراً - على إحدى المحطات الفضائية، ما تسبب بخسائر بلغت عشرات الآلاف من الدنانير، رغم أن فتيل هذا الاعتداء ليس سوى لبس أو خطأ فني غير مقصود، على الأغلب. علاج هذه الظاهرة المخزية يكمن في تنمية الوازع الخلقي. ولو أن كل إنسان تربّى منذ صغره وتعلّم على أن الاعتداء على الآخرين خطأ فادح، وغير مقبول، وبعيد جداً عن الرقي الحضاري، وعن الشرائع السماوية، ولو علم أن الحق لا يؤخذ باليد، وإنما هناك قانون وقضاء عادل، ربما اختلفت ردة فعله على أيّ حادثة أو مشكلة يتعرض لها، وما كان ليفكّر بالاعتداء على غيره. وهناك دور ملقى على عاتق القضاء، الذي يجب أن تعدَّل قوانينه ومواده بما يتناسب وحجم انتشار هذه الظاهرة، وأن تشرَع القوانين القاسية والرادعة، ليفكر ألفَ مرة من تسوّل له نفسه ارتكابَ هذه الجرائم، بأن في انتظاره عقاباً ليس بالهين، لا أن يُحكم على من شوّه وجه فتاة بشفرة أو «موس» دون أن يكون لها ذنب، بعقوبة غير رادعة، مثل الحبس لشهور قليلة، رغم أنه قد يتسبب في عاهةٍ ربما ترافقها مدى الحياة. |
|
|||||||||||||