للعام الثالث على التوالي، نظم متحف الأطفال كرنفالاً احتفالياً بمناسبة عيد الاستقلال، حضره جمهور كبير من العائلات التي بات هذا الحدث يمثّل لها تقليداً اجتماعياً سنوياً، يحمل الجديد، وينمّي لدى الطفل إحساسه بالمواطنة والانتماء، بخاصة أن العديد من الأطفال يشتركون في تحضير فعالياته، ويقترحونها عبر ورش فنية خاصة لصناعة الأقنعة يعقدها المتحف استعداداً للاحتفال.

الأقنعة التي تمثل أيقونات ترمز للاستقلال، هي أول ما بدأ به الأطفال احتفالهم، قبل أن يتوجهوا لحديقة المتحف، ليكونوا بعدها على موعد مع لقاء شخصيات كرنفالية تجسّد رموزاً وطنية، بمشاركة فرق موسيقية محلية متنوعة، وفرق استعراضية راقصة من مثل: الفرقة الوطنية من وزارة الثقافة، فرقة العقبة البحرية، وفرقة البروز للرقص الشركسي، إلى جانب البهلوانيين الذين تفاعل معهم الأطفال متابعين حركاتهم الرشيقة وخفيفة الظل.

بالتزامن مع دخول الفرق المشاركة في الكرنفال، سردت المخرجة سمر دودين حركة التطورات التي عاشتها البلاد، واستعرضت الحضارات التي تعاقبت على أرضها، ضمن قصة تربط الماضي بالحاضر، اللذين لا ينفصلان بعضهما عن بعض.

وقد عزّز هذا السرد وعمّق مفاهيمه ودلالته عند الأطفال، مجسمات ضخمة تمثل أهم المعالم التاريخية والحضارية في البلاد، وأخرى ترتدي الزي التقليدي الذي يشي بالتنوع الثقافي.

طيفٌ واسع من الألعاب الشعبية كان بانتظار الجمهور، إضافة إلى أجنحة لعرض الأشغال اليدوية والحرفية، شارك فيها حرْفيون وجمعيات ومؤسسات من مثل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة التي عرضت ألعاباً بيئية للأطفال. كذلك فتح الكرنفال الباب أمام الأطفال للمشاركة في مسابقات الخيول البلاستيكية، ومشاهدة عروض مسرحية متنوعة.

ختام الحفل كان مسيرةً شاركت فيها شخصيات الكرنفال والفِرَق المشاركة إلى جانب الحضور.

بحسب إدارة متحف الأطفال، فإن «كرنفال الاستقلال» يعدّ إحدى فعاليات برنامج الأعياد في المتحف وأكبرها، ويتميز باستخدام عناصر جديدة ومبدعة، تقوم بمفاجأة الزوار، ودعوتهم لإعادة اكتشاف تراث الأردن وثقافته.

متحف الأطفال، أول مؤسسة تعليمية تفاعلية من نوعها في الأردن، توفر مساحة للتعلم من خلال اللعب، وتشجع الأطفال على التعلم بأسلوب تطبيقي وممتع. ومنذ افتتاحه العام 2007 قدم المتحف برامج وفعاليات مختلفة للأطفال، إضافة إلى عرض زهاء 150 عملاً فنياً بشكل دائم في قاعات المتحف ومرافقه.