العدد 3 - نبض البلد
 

من شرفة الكتاب، أطل إبراهيم نصر الله على جمهوره في مكتبة ريدرز بـكوزمو، ليوقّع مجموعته الشعرية لو أنني كنت مايسترو، وروايته شرفة رجل الثلج التي أنجزها ضمن مشروع «تورَّطَ» فيه، بحسب تعبيره، قبيل انتهائه من روايته زمن الخيول البيضاء التي جاءت ضمن مشروع الملهاة الفلسطينية.

وبذلك، يكون نصر الله أنجز ضمن مشروعه «شرفات»، روايتَين: شرفة الهذيان، وشرفة رجل الثلج. لكنه كشف خلال حفل التوقيع، 11 آب/أغسطس 2009، أن «الملهاة» و«شرفات» يمثلان مشروعاً واحداً يحمل وجهَين، وقال إن «شرفات» هو «الضفة الأخرى للملهاة الفلسطينية»، موضحاً الدوافع التي قادت خطاه إلى هذه الكتابة، إذ تبين له استحالة فهم ما حدث لفلسطين وقضيتها بمعزل عن «معرفتنا بما حدث وما زال يحدث للإنسان العربي الملقى بين ماءَين وأكثر من صحراء».

الرواية، كما يؤشر غلافها الأخير، تضم ثلاث روايات في رواية واحدة، تكمل كلٌّ منها الأخرى وتنقدها، تتوغل في خفاياها تارة وتنفيها تارة أخرى، كما تفتح باب الشك واسعاً لتأمّل ما مرّ من أحداثها. نصر الله أقرّ أن هاجس الوصول إلى كتابة مختلفة بما يتعلق بتجربته كان «شغله الشاغل»، مضيفاً أن الخبرة التي تجمّعت لديه بوصفه كاتباً، واطّلاعه على أكثر من نوع فني، «أنجبت الشرفتين السابقة والجديدة»، وهي التي ستُنجب «شرفة أخرى أو أكثر مستقبلاً».

اتخذ حفل التوقيع طابعاً حميماً، إذ التفّ أصدقاء نصر الله وقرّاؤه حوله، كما كانت فرصة ليتعرف الجمهور العادي من رواد المول إلى الكاتب وعلى كتابَيه، ولعلّ هذا ما يمنح حفل التوقيع في الأماكن المفتوحة نكهة خاصة، إذ يأتي الكاتب وكتابه للجمهور، عكس ما يحدث عادة في حفلات توقيع الكتب في هيئات ثقافية تبدو مغلقة على نفسها، إذ يعزف الجمهور عنها، وتشكو من قلّة مرتاديها.

نصر الله قال لـ«ے» إنها المرة الأولى، الفعلية، التي يوقّع فيها كتباً له في الأردن، وأضاف أنه وقّع في مرتين سابقتين في معرضين للكتاب في عمان، لكنه كان دائماً يتهرب من موضوع حفل التوقيع المتعارف عليه الآن، هنا، لأنه يرى أن الحفل يتحول في كثير من الأحيان إلى «مناسبة اجتماعية، كالعرس مثلاً، فمن جاءك من الكتَّاب لا بد أن تذهب لحفله في ما بعد، كما أن التخجيل أحياناً يلعب دوراً في الحضور». ويزيد: «الأمر بهذه الطريقة قد يبدو محرجاً، كما أن الكتاب يجب أن يتجاوز دائرة المثقفين والأصدقاء، وإلا فإن الكاتب سيجد نفسه يجري داخل هذه الدائرة بعبثية».

يوضح نصر الله أن مدير مكتبة ريدرز مهند ريّان اقترح على الأهلية، دار النشر التي توزع كتبه، تنظيم حفل توقيع للرواية والمجموعة الشعرية، بناء على طلب كثير من رواد مكتبته. ويبدي سعادته لأن الحفل كان كبيراً في كل المقاييس، «من حيث عدد الحضور، وعدد النسخ التي وُقّعت، نحو 450 نسخة، وقد استمر الحفل لساعتين دون توقّف ولو للحظة واحدة».

نصر الله لا يبدي تحفّظه على إقامة حفل توقيع الكتاب في أي مكان، وقد سبق له أن وقّع كتباً له في أوروبا، في معارض كتب ومكتبات وجامعات ومؤسسات ثقافية وحتى في كنائس. المهم، بحسبه، «أن يكون الكتاب قادراً على مد الجسور مع القارئ، وأن يحترم الكتاب عقل القارئ، بحيث يستحق الوقت الذي سيمضيه في قراءته والثمن الذي دفعه مقابله، والأهم أن يكون هناك قارئ مهتم بهذا الكاتب ويعنيه الحصول على الكتاب بتوقيع صاحبه».

نصر الله يوقّع كتابيه في «ريدرز»: «الملهاة» و«الشرفات» مشروع واحد
 
01-Sep-2009
 
العدد 3