العدد 12 - نبض البلد
 

في خطوة تهدف إلى الارتقاء بالحراك المسرحي، وتفعيل دوره في المجتمع، بادرت وزارة الثقافة إلى اختزال مهرجاناتها المسرحية التي كانت تتزايد أعدادها عاماً بعد آخر، بمهرجان مسرحي دولي هو «مهرجان المسرح الأردني» الذي يتضمن عروضاً للفئات العمرية المختلفة، إلى جانب إطلاق مواسم مسرحية تقدم عروضها على مدار فصول العام، في محافظات المملكة، بما يسهم في توزيع مخصصات التنمية الثقافية على الجميع.

من المهرجانات التي طوت «الثقافة» صفحتها: مهرجان مسرح الطفل، مهرجان مسرح الشباب، مهرجان أيام عمان المسرحية، مهرجان المسرح الحر، مهرجان مسرح الجامعات ومهرجان طقوس المسرحي.

دشن مشروع المواسم المسرحية بـ«موسم الربيع المسرحي»، الذي عُقد بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين وأمانة عمان الكبرى خلال الفترة 13 – 24 أيار/مايو 2010. وكان مدير مديرية المسرح والفنون مدير الموسم المسرحي المخرج حكيم حرب، أكد عبر كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح، الدور الطليعي للمسرح في الارتقاء بذائقة الجمهور وتعزيز القيم الجمالية لديهم، حالماً أن تتحول مديريته في جبل اللويبدة إلى «ملتقى دائم للفنانين والمبدعين»،وأن يصار إلى إيجاد فرقة وطنية للمسرح ينطوي تحت مظلتها المسرحيون الأردنيون، مضيفاً: «نحلم بترميم دور السينما القديمة وسط البلد وتحويلها إلى مسارح»، ومؤكداً: «سنبقى قابضين على جمر المسرح والإبداع حتى يتحول حلمنا إلى واقع».

نقيب الفنانين حسين الخطيب، دعا في كلمته إلى دعم المسرح من المؤسسات الرسمية والخاصة، وهو ما سيفضي كما يرى إلى «تنمية العلاقة ما بين الجمهور والمسرح وفق آليات علمية».

اشتمل موسم الربيع في دورته الأولى، عروضاً لمسرحيات تم اعتمادها من اللجنة الاستشارية العليا للموسم المسرحي ولمهرجان المسرح الأردني، التي تشكلت في مطلع العام 2010 برئاسة أمين عام وزارة الثقافة جريس سماوي، وعضوية: نقيب الفنانين حسين الخطيب، حاتم السيد، محمد العبادي، مندوبة أمانة عمان شيما التل، سوسن دروزة، مفلح العدوان وحكيم حرب، وقد اعتمدت اللجنة في تقييم العروض المقدمة لها شروطاً ومعايير، أبرزها أن يكون المخرج أكاديمياً، وعضواً في نقابة الفنانين الأردنيين، وله مجموعة من الأعمال المسرحية المعترف بها على مستوى الاحتراف.

من ضمن العروض المشاركة، قُدمت مسرحية «وحيدان في الانتظار» من إخراج محمد بني هاني، وناقشت المسرحية عبر توظيفها الفيديو والمواد الفيلمية المسجلة والطقوس الفانتازية، حالة التشظي التي يعاني منها إنسان العصر، وشعوره بالوحدة والاغتراب والخوف، وفقدان ثقته حتى في المقربين منه.

وفي إطار ثيمة التخبط وحالة الضياع التي تعاني منها الذات، قُدمت أيضاً مسرحية «رحلة حنظلة» التي كتبها الراحل الكبير سعد الله ونوس، وأخرجها فراس الريموني، وسلطت الضوء على سياسات الاضطهاد وتكميم الأصوات ووأد حرية الرأي والتعبير، من خلال رصدها ليوميات إنسان عربي، يسعى لمواصلة حياته والبحث عن قوت يومه بشكل اعتيادي، غير أنه، ورغم التزامه «المشي جنب الحيط» إلا أنه لا يسلم من سطوة السلطة السياسية والاجتماعية والثقافية.

كذلك عاينت مسرحية «جمهورية الموز» من إخراج إياد الشطناوي، وبأسلوب السخرية السوداء، علاقة السلطة بالفساد والانحلال، وزيف ما تدعيه من ديمقراطية وشفافية. يتضح ذلك من عنوان المسرحية الذي يحيل إلى المصطلح الذي أطلقه الكاتب الأميركي أو. هنري على الحكومات الدكتاتورية التي كانت مسيطرة على أميركا الوسطى، والتي كان لا تمانع من بناء مستعمرات زراعية على أرضها مقابل المال.

إلى جانب ذلك عُرضت المسرحيات: «حلم» من تأليف سمير الخوالدة وإخراجه، «تيري لي لم» من تأليف عزيز نسين وإخراج عصمت فاروق، «الرسالة» تأليف شايش النعيمي وإخراج محمد خير الرفاعي، ومسرحية الدمى للأطفال «كوكب الألوان» من تأليف خالد الطريفي وإخراج صلاح حوراني، واستعراض لمسرح دمى الأطفال وفرقة المرح العالمية من إخراج سعادة سلامة.

ويبدو من الإقبال على العروض التي تميزت بارتفاع سويتها الإبداعية، أن اللجنة نجحت في إحياء دور المسرح وإعادة ثقة الجمهور به، بخاصة وأن العروض استهدفت الكبار والشبان والأطفال في وقت واحد.

موسم الربيع المسرحي: إعادة ثقة الجمهور بأبي الفنون
 
01-Jun-2010
 
العدد 12