العدد 12 - الملف
 

اتجه فاخر دعاس نحو تبني هموم الطلبة وقضاياهم، ضمن المشروع الذي تأطّر باسم «حملة ذبحتونا»، وهو يتحدث عن دوافعه ليتخذ هذه الطريق بقوله: «لقد عايشت أثناء عملي في المكتب الشبابي في حزب الوحدة الشعبية، حجم التضييق على الحريات، وحجم التغيير في عقلية الطالب الذي اختلفت أولوياته».

يستذكر دعاس، وهو أردني ينحدر من عائلة فلسطينية، وضع الحريات الطلابية في أوائل التسعينيات عندما كان يدرس في كلية طب الأسنان بالجامعة الأردنية، ويقول في حديثه لـے إنها «لم تكُن فترة وردية»، إلا أنها كانت أفضل بالمقارنة مع ما آلت إليه حرية الطلاب في التعبير عن رأيهم اليوم، ويضيف: «لا أذكر أنني تعرضت لمضايقات أو ملاحقات أمنية خلال دراستي، وكنا نعبّر عن آرائنا ونخرج في مظاهرات سلْمية دون مشاكل تُذكر».

بيد أن ما تشهده الجامعات اليوم من تدني في مستوى الحريات والتضييق على الناشطين سياسياً، مقابل نمو النزعات الإقليمية الضيّقة، يدفع حملة «ذبحتونا» إلى المضي قُدماً لتشكيل رأي عام ضاغط يرفض «القمع في الجامعات»، بحسب ما يؤكد منسق الحملة دعاس.

كانت الحملة انطلقت العام 2007 بهدف مقاومة قرار لرفع الرسوم الجامعية كان منويّاً تنفيذه أثناء تولي خالد طوقان حقيبة التعليم العالي.

تظهر جهود دعاس في كل ما يمسّ حقوق الطلبة وحرياتهم، وهو يبذل جهده إلى جانب آخرين من القائمين على الحملة ومناصريها لوقف قرارات رفع الرسوم حتى «لا يكون التعليم برجوازياً» كما جاء في شعار رفعته الحملة في أحد اعتصاماتها. كما يراقب عن كثب العملية الانتخابية في مجالس الطلبة في الجامعات، ويتحدث من كل منبر عن ضرورة استناد اختيارات الطلبة إلى أسس برامجية وفكرية حتى «لا يُترك مجال للتنافس على أساس مناطقي يغذّي العصبيات». إضافة إلى ذلك، فإن دعاس يؤكد حقَّ طلبة الأردن في إنشاء اتحاد عام يجمعهم ويعبّر عن قضاياهم.

التزام دعاس بهذه المبادئ جاء من خلفيته الفكرية التي تحتم عليه العمل من أجل قضايا وطنه الأردن ووطنه فلسطين بحسب قوله، وهو لا يرى تناقضاً بين الأمرين «لأننا في النهاية عرب، والحدود بيننا مصطنعة، أنا أبذل جهداً حتى نسير نحو وطن أردني ديمقراطي، كما أنني أعمل لدعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره إلى جانب حق مليونَي لاجئ موجودين في الأردن بالعودة».

فاخر دعاس: الحدود مصطنَعة
 
01-Jun-2010
 
العدد 12