العدد 12 - الملف | ||||||||||||||
تعرّف الأردنيون على الصحفية رنا الحسيني، ابنة العائلة المقدسية، من خلال الحملة التي تقودها منذ 17 عاماً ضد جرائم الشرف، الموضوع الذي ظلّ من تابوهات المجتمع الأردني، عبر تغطيتها المستمرة في صحيفة جوردان تايمز اليومية وكتابها الصادر في العام 2009 جرائم باسم الشرف. منذ العام 1993، تحاول الحسيني بالتعاون مع هيئات وجهات نسائية متعددة، الضغط باتجاه تعديل قانون العقوبات الأردني حتى لا يتمكن القاتل بداعي «الشرف» من الإفلات من العقوبة، حيث تلقى 20 فتاة حتفها سنوياً على يد أحد أقاربها، كما أن هناك الكثير من النساء الموقوفات إدارياً خشية تعرضهن للقتل، وغيرهن ممن قُتلن دون أن يسمع بهن أحد. في كتابها الذي استغرق إعداده خمس سنوات، وثّقت الحسيني بالأرقام والدراسات جرائم الشرف في الأردن، محاولة تبرئة الدين الإسلامي من الجريمة، والتأكيد أن هذه الظاهرة موجودة في كل المجتمعات حتى «لا يستخدمها الغرب كسلاح ضد العرب والمسلمين» كما قالت في تصريحات أعقبت إطلاق الكتاب، الذي ضمنتّه تجربتها الشخصية في محاربة هذه الظاهرة في الأردن، وقصصاً واقعية عايشتها أثناء ذلك. كانت الحسيني من بين الذين تصدوا لـ«الأكاذيب» التي احتواها كتاب نورما خوري، الحب المحرَّم، الذي يحكي قصة «جريمة شرف» في الأردن ثبت أنها مفبركة، فقد اجتهدت الحسيني في كشف 85 خطأ في الكتاب، لأنها بحسب ما صرّحت لوسائل إعلام، شعرت بالمسؤولية كون خوري قدّمت صورة مسيئة عن الأردن، وهو ما أدركته الحسيني بعدما استقبلت عشرات الرسائل الإلكترونية التي هاجمت الأردن ونعتته بأوصاف غير دقيقة. من خلال مرافقتها للمخرجة آنا بروينوسكي أثناء إعدادها فيلماً وثائقياً يتناول كتاب خوري والجدل الدائر حوله، قالت الحسيني لـے إنها حاولت إيصال الصورة الحقيقية عن المرأة الأردنية، وهي في المحافل التي تُدعى اليها تؤكد أن «جرائم الشرف موجودة، لكنها تحدث في كل المجتمعات، كما أن في الأردن حراكاً واسعاً مناهضاً لهذه الجرائم يجب أن يُذكر». هذا الحراك، الذي لعبت فيه الحسيني دوراً ريادياً، كان له الأثر في خطوات إيجابية، مثل إنشاء هيئة متخصصة للنظر في «قضايا الشرف»، وتشكيل رأي عام ينبذ هذه الممارسات. الحسيني التي يعرفّها الموقع الإلكتروني الخاص بها على أنها «الناشطة الأردنية في مجال حقوق الإنسان»، نالت وسام الحسين للعطاء المميز الذي قلدها إياه الملك عبدالله الثاني في العام 2007، كما حازت جائزة من منظمة هيومن رايتس واتش العالمية في العام 2000، وذلك تقديراً لجهودها في تسليط الضوء على قضايا العنف ضد المرأة ونشاطاتها المناهضة لها. |
|
|||||||||||||