العدد 12 - الملف | ||||||||||||||
«العمل الدرامي ليس تسجيلياً، وقيمته الأساسية أثناء المعالجة الدرامية يجب أن تنطلق من التاريخي باتجاه المطلق الإنساني ضمن قراءة واعية»، مقولة يرددها كاتبُ السيناريو والشاعر وليد سيف، في سياق تقديمة لرؤيته الفلسفية والجمالية في المسلسلات التاريخية التي كتبها مثل: «صلاح الدين»، «صقر قريش»، «ربيع قرطبة»، «ملوك الطوائف» و«التغريبة الفلسطينية». تتميز أعماله الدرامية، التي فازت بجائزة أفضل كاتب سيناريو لثلاث سنوات متتالية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، بقدرتها على خلق نموذج إنساني يتجاوز الزمان والمكان، بالابتعاد عن التقديس أو التدنيس في استلهامه للمادة التاريخية؛ ليحقق بذلك نقلة نوعية في الدراما التاريخية العربية التي غرقت في التسجيلية أو تمجيد الماضي أو الانحياز لوجهة النظر السائدة. ولم يتنازل أستاذ اللسانيات والصوتيات في كلية الآداب بالجامعة الأردنية، عن منهجه العلمي في تقديمه لـ«التغريبة الفلسطينية» التي عدّها «رصداً واقعيا لجملة من الحقائق الاجتماعية والإنسانية بما تتضمنه من نقد للذات، ومحاسبتها، واستنهاض الهمم استناداً لإرهاصات أجيال صارعت الفقر والحرمان والاحتلال وقسوة العيش». سيف، الحائز على جائزة عرار للإبداع الأدبي، وجائزة غالب هلسا للإبداع الثقافي، ووسام الفاتح الذهبي في ليبيا، جاءت أعماله الدرامية بعد تقديمه ثلاث مجموعات شعرية إشكالية وجدلية بامتياز، هي «قصائد في زمن الفتح»، «وشم على ذراع خضرة»، و«تغريبة بني فلسطين»، وقد أثارت إعجاب كثير من النقاد الذين ما زالوا يشيرون بحسرة إلى انقطاعه عن كتابة الشعر منذ ثلاثة عقود. يحظى سيف، المولود في باقة الغربية قضاء طولكرم الفلسطينية، في العام 1948، بتقدير أردني وعربي لإنجازاته البارزة في حقول متعددة أسست لرؤية منفتحة في تناوله للتاريخ العربي من خلال تقديمه مادة فنية مؤثرة تطلق وعي المتلقي، وتحفزه نحو التأويل، وتحرك ذائقته الجمالية. |
|
|||||||||||||