في العشرين من آذار/مارس 2010، يأمر الملك عبد الله الثاني بنقل الفنان الأردني جميل عواد بطائرة خاصة من مدينة مراكش المغربية إلى عمّان، إثر إصابته بكسر في عموده الفقري أثناء أدائه أحد الأدوار في مسلسل «أبواب الغيم» الذي كتبه عدنان عودة ويخرجه حاتم علي.

اللفتة الملكية، تؤكد المكانة الرفيعة التي يمثلها أحد روّاد الدراما الأردنية الذي قدّم خلال مسيرته الممتدة قرابة نصف قرن، أدواراً لا تُنسى في ذاكرة الدراما العربية، ومنها شخصية «أبو صفوح» في مسلسل «الكف والمخرز»، إضافة لمشاركاته اللافتة في مسلسلات: «آخر الفرسان»، «أبناء الضياع»، «القرار الصعب»، «التغريبة الفلسطينية» وغيرها.

جميل عواد، المولود العام 1937 في قرية عين كارم جنوب القدس، شكّل ثنائياً مع زوجته الفنانة القديرة جولييت عواد، وتناغما فنياً وحياتياً خلال مسيرتهما المشتركة والدافئة الطويلة، وكثيراً ما قدّما أعمالهما الدرامية التلفزيونية والمسرحية معاً، كما في مسلسل «التغريبة الفلسطينية» و»الكف والمخرز»، و»نمر بن عدوان» كما أنهما يديران مشروعاً يتعلق بتعليم أصول المسرح وجمالياته للصغار.

ولم تقتصر مسيرة جميل عواد على الأعمال التلفزيونية، بل تعدّتها إلى السينما في جملة من الأفلام المميزة منها «حكاية شرقية»، «بقايا صور»، «ظلال الصمت»، إضافة إلى فيلم رابع إيطالي.

يتميز عواد، أحد مؤسسي المسرح الأردني، بجرأته في نقد الدراما الأردنية والعربية، وهي جرأة لا تنفصم عن مراجعاته النقدية لمسيرته، إذ يقول في إحدى مقابلاته الصحفية: «لست معجباً بما أنجزته بدرجة تكفي للتوقف، وفي المقابل لا أندم على محطات شابها الإخفاق أحياناً، لأنني باختصار لا ألتفت إلى أعمالي الماضية، وأتطلع إلى المستقبل حتى مع تجاوزي السبعين من عمري».

الفنان القدير يجاور إلى جانب التمثيل كتابةَ السيناريو، ويقوم على كتابة رواية واقعية ترصد خلاصته الحياتية، كما يتابع باهتمام الرياضة الأردنية، إذ يشجع نادي الفيصلي والمنتخب الوطني.

وتعدّ زوجته، الممثلة والمخرجة الأردنية من أصل فلسطيني جولييت نيكوغوس يعقوب هاكوبيان، المعروفة بجولييت عواد، المنحدرة من الأقلية الأرمنية الموجودة في فلسطين، من أشهر الممثلات الأردنيات في أدوار الدراما.

ومن أهم أعمالها مسلسل «التغريبة الفلسطينية» إذ أدت فيه دور «أم أحمد»، الذي ظل محفوراً في ذاكرة الجمهور العربي وفي أعماق وجدانهم.