العدد 12 - الملف
 

يُنظر إلى الفنان أحمد نعواش بوصفه أحد أبرز رموز التشكيل التي اشتهرت في الغرب، بالنظر إلى عشرات المعارض الفردية والجماعية التي أقامها في عدد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى أنه حاضرَ في فرنسا ما بين العامين 75-1977.

نعواش الذي وُلد قريباً من القدس، يسترجع هذه المدينة كأنما هي حلمٌ عبر عمله الفني. وما إنتاجه الوافر من اللوحات الزيتية وأعمال الحفر والليثوغراف إلا شهادة على شقاء شعب مهجَّر ورجائه.

فنُّه في هذا السياق متجذر في رحلة التمزق، وفي عالم البراءة المغتالة، وانشغاله الأساسي يتركز، بحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، في «الإنسان المناضل، تحدّياته وعذاباته، كما إن فنه لا يسعى عبر لغته الصافية إلى الإغراء بقدر البقاء منفتحاً ومفهوماً».

الحياة الاجتماعية بتعقيداتها المختلفة، تحظى داخل أعمال نعواش بأولوية قياساً إلى الشكل. وتشهد شخوص لوحاته المشوّهة عن عمد، هذه الكائنات البسيطة ذات الأشكال الخارجة عن المألوف، على الشعور التراجيدي بالوجود.

التشكيلي غازي انعيم يرى أن تميز نعواش يعود إلى أنه «كان منذ بداياته حريصاً على استقلالية أسلوبه الفني وطابعه الخاص والفريد وسط المذاهب الفنية، وهذا عائد إلى إيمانه الواعي بالفكر والتراث وبالدور الذي يمكن أن يؤديه في ساحة الفن التشكيلي في وجه من يحاولون إلغاء ذاكرتنا وتغييبها».

نعواش، الذي وُلد في قرية عين كارم الفلسطينية القريبة من القدس 1934، نال شهادة البكالوريوس في أكاديمية الفنون الجميلة في روما العام 1964 بدرجة امتيار، أسهم في تأسيس رابطة التشكيليين الأردنيين أوائل السبعينيات، إلى جانب عدد من رواد التشكيل الأردني وفي طليعتهم رفيق اللحام ومهنا الدرة.

وبنيله درجة الدبلوم في الحفر من جامعة باريس العام 1971، يعدّ نعواش أول فنان أردني ينال شهادة أكاديمية في هذا التخصص الفني، ليبدأ مسيرة فنية متفردة عبر حرصه على تقديم ثيمته الرئيسية المتمثلة في «العائلة» التي تناول عبرها تراجيديا الحس المأساوي الذي رافق ضياع فلسطين قبل أكثر من 60 عاماً.

أحمد نعواش: توليد الذاكرة في وجه تراجيديا ضياع فلسطين
 
01-Jun-2010
 
العدد 12